الراية – الدوحة
ثمن د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الخطوة التي اتخذتها قطر بتزويد قطاع غزة بالغاز لمواجهة آثار الحصار وإغلاق المعابر الذي يتعرضون له.
واعتبر فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أن هناك من يتربصون بالأمة وأنهم أينما وجدوا شيئا من الصحوة الإسلامية فإنهم يحاولون نشر الفتن بكل الوسائل للقضاء على هذه الصحوة ضاربا المثل بما يحدث في ليبيا ومالي..
وقال إن حال الأمة في كل المجالات ليس على النحو الذي يرضي الله تعالى لذلك فقد أصابنا ما أصابنا كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) نحن المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، لأن الله سبحانه وتعالى وضع السنن فمن أخذ وصار على الطريق وعلى هذه السنن يفقه الله سبحانه وتعالى للنتيجة إن خيرا فخير وإن شرا فشر وإن كانت فتنة ففتنة وهكذا لأن الله أعطانا الاختيار وأعطانا الإرادة حتى نختار الأحسن وحينما نختار ما هو السيئ والأسوء فالمسؤولية علينا أمام الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: هناك العشرات في سوريا يتعرضون للقتل يوميا في حلب وحمص ولم يسلم من ذلك الأطفال ولا النساء وهناك عمليات تشريد وتدمير كأنها حرب عالمية.
وقال إن الأمة تتفرج لدرجة أنها لم تستطع توفير المال الكافي لمعاونتهم وبينما هم يضحون بأنفسهم وأموالهم فإننا نحن ننعم بهذه النعم الكثيرة التي نسأله الله أن يزيدها بالشكر (لئن شكرتم لأزيدنكم) والشكر هنا ليس مجرد قول إنما الشكر من جنس العمل شكر المال إنفاقه وشكر العلم نشره وشكر الإعلام أن يقول الصدق فهل فعلنا.
وقال: إن غزة تغرق في الظلام، وقد ازداد عدد المرضى والموتى وأهلها جميعا محاصرون من جميع الجهات بسبب إغلاق المعابر، وأضاف: جزى الله قطر خيرا فقد سعت بكل ما أوتيت من قوة لتوصيل الغاز اليهم ولكن القضية ليست قضية دولة واحدة، بل هي قضية العالم الإسلامي كله..
وأكد استنتاجه بقوله: أينما تكون هناك صحوة إسلامية فإن هناك من يحاول إفشالها ببث الفتن بكل الوسائل لافتا إلى أن هناك المليارات تصرف لإثارة الفتنة في ليبيا حتى لا ينجح الإسلاميون وفي مالي تم دفع مليارين لفرنسا حتى يقضى على الذين أرادوا أن يكون لهم شيء من الحرية والاستقلال..
ونوه إلى أنه بدلا من إنفاق هذه المليارات في سوريا وفي التنمية يتم صرفها لتأجيج الصراع في تركيا الدولة الوحيدة التي يفتخر بأنها التجربة الوحيدة الناجحة في زيادة دخل الفرد وتحقيق النجاحات العظيمة في كل الاتجاهات.
ونوه إلى أن الأعداء يعلمون أن نجاح أي تجربة إسلامية سوف يغري الآخرون بالتجربة ولما حدثت الأزمة العالمية بدأ الناس بالتوجه إلى الصيرفة الإسلامية الناجحة لذلك ندعو الله أن يحفظ جميع البلاد الإسلامية من إعدائها ومن الفتن ظاهرها وباطنها.
الأخلاقيات العملية
وكان الدكتور القره داغي قد بدأ خطبته الأولى بالحديث عن تدبر القرآن قائلا: لو قرأنا القرآن الكريم بتدبر واطلعنا كذلك على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتفهم وتعقل ودرسنا سيرة الرسول دراسة حقيقية لما أمكن الإنسان إلى أن يصل إلى أن أعظم شيء في هذا الدين بعد العقيدة والشعائر التعبدية هو الأخلاق والخلق الحسن بل العقيدة والشعائر التعبدية كلها لتحقيق هذه الأخلاق الفاضلة لهذا التعامل الطيب مع الناس.
وأضاف: إذا قرأنا القرآن الكريم نجد أنه ربط الصلاة بالنهي عن الفحشاء والمنكر (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) والزكاة كذلك (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وكذلك الحج (لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن ينالها التقوى منكم) حتى الإيمان والعقيدة كلها توجه الإنسان إلى الأعمال الطيبات والأخلاق الطيبة والسلوك الحسن ولذلك وصف الله سبحانه وتعالى عباد الرحمن أول ما وصفوا بالأخلاقيات العملية والأقوال الصادقة والتعامل بالتي هي أحسن.