الدوحة – العرب
أدان فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «ما يحدث في سوريا والغوطة الشرقية بصورة خاصة من انتهاك الحرمات والاعتداء على الأموال والأعراض والنساء والأطفال»، وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريج كليب: إن نظام بشار يفعل ما لم يفعله فرعون.
وأضاف: لا نملك سوى التضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن قلوبنا تتقطع لما يحدث في سوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر والروهينجا، وما حدث في الأسبوع الماضي من حرق للمساجد في سريلانكا، لافتاً إلى أن الله تعالى أكرم الإنسان وخلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وأكرمه أشد التكريم وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً، ومنوهاً بأنه حينما يكون الإنسان مؤمناً فقد حاز كل الحرمات وكل الحقوق، ولا يجوز بأي حال من الأحوال انتهاكها إلا بحق الإسلام، وأشار إلى أننا لم نجد في الحصار الجائر المفروض على قطر خلقاً إسلامياً ولا قيماً إنسانية من قبل الدول المشاركة فيه.
وقال فضيلته: تابعنا كيف استخف رئيس دولة كبرى بالعالم العربي والإسلامي، وكيف جرد الأمة الإسلامية من كل خصائصها، وربط وزنها بما تملكه من مال، حتى فرض على بعض الدول منها إتاوات تدفعها وهي صاغرة، لتحظى بمكانة مرموقة، أو لترقى في بهرج الدنيا، وتنال شيئاً من زخرفها، وأوضح: أن هذا التجرؤ على الأمة حدث لكونها جوفاء من القيم الدينية، ولا تلتزم بتعاليم الدين، ولا تقيم وزناً للقيم والفضائل، ولا اعتبار عندها للتآلف والاتحاد والوحدة.
ازدواجية في المعايير
وأشار القره داغي إلى أن الغرب على مر التاريخ يتعامل بازدواجية في المعايير، حيث يتعامل مع شعوبه ومن يساكنه حدود الوطن والجغرافيا بمبادئ حقوق الإنسان، فإذا انتهكت حرمة فرد قامت الدنيا كلها، أما إذا سحق شعب كامل من شعوب الأمم الأخرى فإنه يقف موقف المشاهد المستمتع، بل يشجع على هتك الحقوق وهدر الكرامة.
وقال: «ما تجرأ أحد علينا إلا حين وجد الاستعداد الكامل منا للتنازل عن الحقوق والكرامة، إذ الأمة على جميع المستويات لا ترعى حقاً ولا تصون كرامة، لافتاً إلى أنه كلما ازداد تفرقنا وتشرذمنا وتمزقنا وانتهاك الحقوق فيما بيننا ازدادت العداوة والاحتلال واستخفاف الآخرين بنا، وانحدرت الأمة نحو الضياع والتردي.
وأكد خطيب الجمعة أن الإسلام حرم انتهاك حرمات المسلم، وجعلها بمثابة انتهاك حرماته تعالى، قال تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}، لافتاً إلى أن الإسلام جعل العمل عبادة، ومن العبادات مراعاة الحقوق وصون الكرامة، وأضاف: أنه لا عار في أن يخدم بعضنا بعضاً، وأن يعمل بعضنا عند البعض، ولكن الخزي والعار أن نستغل ظروف العمال ونستخف بهم، ونهضم حقوقهم، ونهدر كرامتهم، فهم إخوتنا في الدين.;