الراية – الدوحة
نعى فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حال الأمة الإسلامية وما يجري في إفريقيا الوسطى التي يتعرّض فيها المسلمون للذبح ونحن نتفرّج، ودعا إلى التوفيق بين حركتي حماس وفتح.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إن فلسطين هي قضيّتنا الأولى، مضيفًا أنها أصبحت الآن القضية الرابعة أو الخامسة مع أنها هي الأساس.
وأضاف: إن اليهود استغلوا هذه الفرصة لبناء المستوطنات وفرض ما يُريدون لأنّ الأمة مشغولة بنفسها ومشغولون بكيفيّة إنجاح الانقلاب هنا لضرب فلان وعلان هناك كأننا عدنا إلى عصر الجاهلية حينما كانت القبائل العربية تتصارع مع بعضها بعضًا فهل نريد أن نعود الى هذه الحالة.
وقال فضيلته: إن الدين الحنيف أرشدنا إلى أنّ المسلمين كالجسد الواحد ويشعر بعضه ببعض بحيث إذا أصابه ألم في جزء منه يتحرّك باقي الجسد وهذا دليل على حيويّة هذا الجسم.
وأضاف: هكذا يُريدنا ربنا تبارك وتعالى أن نكون كالجسد الواحد، وأشار إلى أنّ الأمة الإسلامية تعدادها حوالي 57 دولة والأمة العربية حوالي 22 دولة عربية فأين وقوفهم مع الحقّ ومنع الظلم الذي يتعرّض له إخوانهم في ظلّ هذه البراميل التي تتساقط على إخواننا في سوريا وفي نفس الوقت يُلهوننا بجنيف 1 و جنيف 2. وتركنا العراق ليُعلب بها من قِبل أمريكا وبتعاون مع دول إقليمية ولأنّ العراق على مرّ التاريخ كان العنصر الأساسي للدفاع عن هذه الأمة وينطلق منها المجاهدون والفاتحون وكان دائمًا عنصر استقرار لهذه الأمة، فقد استطاع صلاح الدين بجيش العراق وسوريا ومصر واليمن أن يدحر الصليبيين إلى الأبد.
وقال فضيلته: إذا خرجنا من عالمنا العربي إلى عالمنا الإسلامي فإنّ القلب ليدمى والعين لتدمع وأنّ الجسد لتشعر بالقشعريرة ونحن نُشاهد ما يحدث في إفريقيا الوسطى والمسلمون يُقتلون ويُذبحون ويُحرقون كأننا مشاهد واحتفالات والعالم ساكت ولو فعل المسلمون ما فعلوه لاتهموه بوابل من الاتهامات والإرهاب.
المسلمون كانوا أغلبية في إفريقيا الوسطى ولكن اليوم أقلية تُطرد وتُقتل وما زال إخوانكم في روهينجا وميانمار يُضطهدون والأعداء في قوّة ويقظة.
وكان فضيلته قد بدأ خطبته الأولى قائلاً: ربّما يستغرب الإنسان إذا علم – وهو عالم – بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان في غار حراء يتعبّد الله سبحانه وتعالى على ما ألهمه الله سبحانه وتعالى وعلى بقيّة دين إبراهيم فينزل الله سبحانه وتعالى سيدنا جبريل بشكله وينزل أوّل آية من السماء إلى الأرض من الله إلى رسوله الخاتم وتتحدّث هذه الآية عن العلم وعن القراءة فربّما يستغرب الإنسان من هذه القضيّة. كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحوج ما يكون في ذلك الوقت وفي هذا الغار إلى أن يتعلم العبوديّة لله وإلى أن يتعلم العقيدة الصحيحة وكيفيّة الصلاة والتهجّد وقيام الليل وكما يقولون يكون البيان واجبًا حينما يحتاج إليه الإنسان ولكن الله لم يبعث له سيدنا جبريل بأوّل نزوله ليُعلمه العقيدة بالرغم من أهمّيته القصوى ولا الصلاة والعبادات وإنما يُعطيه المفتاح فيقول: “إقرأ بسم ربك الذي خلق”. وقال: إن العلم هو مفتاح العقيدة فعلاً.