بوابة الشرق- أحمد إبراهيم
شدد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ محي الدين القرة داغي على عدم جواز نسب الإرهاب للأديان السماوية فالإرهاب لا دين له، مؤكداً على أن جميع الأديان السماوية تهدف إلى الرحمة والمحبة والسلام، لذلك لا يجب أن يلصق الإرهاب بأي دين من الأديان السماوية، ولاسيما الإسلام الذي يشار إليه بأنه الدين الوحيد الذي يدعم الإرهاب، وهذا غير صحيح حتماً ونقلاً وواقعاً.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان “أساليب ووسائل زعزعة الأمن الفكري والأخلاقي”، ضمن فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان الذي انطلقت أعماله اليوم بعنوان “الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية” بمشاركة حوالي 500 شخصية من داخل وخارج قطر.
وأوضح القرة داغي أن الجميع يعلم بأن المسلمين يعانون أشد المعاناة من إرهاب الدولة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، حيث يتم قتل الإنسان هناك على الشبهة، ولا أحد يشير بأصابع الاتهام إلى الدين اليهودي.
واضاف أن التاريخ يشرح لنا ما فعله الصليبيون من ممارسات إرهابية ضد إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك ومناطق مسلمة أخرى، ولكننا لم نتهم حينها الدين المسيحي بالإرهاب.
كذلك البوذيون والهندوس وما يفعلونه بالمسلمين في بورما من قتل وذبح وتشريد، ولكننا أيضاً لا نتهم هذه الديانات بالإرهاب، فلماذا إذن يكون العكس للإسلام الذي يتم إتهامه بالإرهاب ليل نهار مع أن قرآنه يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، دليلاً على الرحمة والتراحم.
ودعا فضيلة الشيخ القرة داغي الحاضرين من جميع الأديان إلى تبني مجموعة من التوصيات، والبناء عليها من أجل نشر السلام والوفاق بين الناس على مختلف أديانهم، ومن هذه التوصيات.
* أولاً: يجب علينا نحن أهل الأديان السماوية أن نلغي من خطاباتنا الاتهامات لأي دين من الأديان بالإرهاب، ونبعد تهمة الإرهاب عن كل الأديان.
*ثانياً: أن نقوم بتصحيح عقائد الجماعات الإرهابية.
*ثالثاً: أن تسعى القيادات الدينية لجمع الأديان إلى تحقيق مزيد من التعاون والتنسيق فيما نتفق عليه من الثوابت.
*رابعاً: أن نسعى جميعاً لإزالة الإرهاب الديني والظلم والإستبداد.
*خامساً: ثبت أنه لا يمكن علاج الفكر المتطرف بالقوة وحدها، وكذلك لا يمكن علاج الفكر الإسلامي بالفكر العلماني، ولكن الحل هو الفكر الإسلامي المعتدل.
*سادساً: القضاء على ظاهرة إزدراء الأديان والإساءة للأنبياء.
وطالب فضيلته إلى تبني مؤتمر عالمي لمنع الإساءة لأي دين، مشيراً إلى ضرورة أن يتم الإتفاق على الأسس والثوابت لهذا المؤتمر في الفترة الحالية وضمن مؤتمر الدوحة لحرية الأديان.
وقال فضيلته أن الإسلام جاء لحماية دور العبادة لكل الأديان (كنائس ومعابد ومساجد)، ويعلن الجهاد ضد كل من يعتدي عليها، مبينا أن هناك خلط وعدم فهم لدين الإسلام، ولذلك يجب علينا إصلاح الجانب العقلي والفكري وتعزيز التنمية الذهنية حتى نتمكن من فهم الإسلام فهماً صحيحاً.
وأكد أن المؤتمر لم يعقد لمناقشة ما لدى الأديان من أفكار وطروحات، وإنما لإجراء مناقشات وحوارات تهدف إلى التقارب والتعاون بين أهل الأديان، والإنطلاق منها لعلاج المشاكل التي تواجه الإنسانية كلها، مستشهدا بقوله تعالى ” قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون” آية 64 آل عمران”.
ولفت إلى ضرورة عدم الدخول في التفاصيل التي تفرقنا، بل يجب أن نتسامى ونترفع عن خلافاتنا من أجل الإنسانية، مؤكداً على أن الله خلقنا إخوان وأقارب وشعوباً لنتعارف وليس لنتحارب.