قال فضيلة د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في حركاته، وسكناته، وتصرفاته، وغزواته، وسيرته العطرة، كلها قدوة، ودروس وعبر، يجب على الأمة أن تستفيد منها، وأن تقتدي بها، مشيراً إلى أن الله جعله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا. وأضاف د. علي القره داغي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: لو نظرنا إلى هذه الهجرة العظيمة التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، ودياره، وأرضه، وأمواله، وأقاربه، وكذلك الصحابة الذين تركوا وضحّوا بكل شيء في سبيل الله ونصرة دينه، لوجدنا أننا اليوم نقف على مسافة بعيدة من هذه القدوة الصالحة من حيث هذه الدروس التي من أهمها عدم اليأس "لا تحزن إن الله معنا". ظروف الأمة وعالج د. القره داغي ما يستشري أحياناً من يأس في نفوس الناس بقوله: كثير من الناس اليوم أصابهم اليأس بسبب ظروف الأمة، وضعفها، وتشتت الأمة وتفرقها، وعدم قدرة هذه الأمة الكبيرة على فعل أي شيء، لا في سوريا، ولا في العراق، أو اليمن، أو ليبيا، ناهيك عن قضيتنا الأولى فلسطين، مشيراً إلى أنهم تركوا كل هذه الأمور وانشغلوا، مضيفاً: ليت الأمة لم تكن مجرد غير قادرة على فعل شيء، بل إنها اليوم مع الأسف الشديد مشغولة بأنفسها، وتطبق هذه المؤامرات الدولية والداخلية من أعداء الإسلام والمسلمين. وقال إنّ الأمة من خلال فرقائها هي التي تُطبق، وهي التي تدمر، وتقتل، وتقوم بكل هذه الأشياء، والأعداء يتفرجون وهم المستفيدون. وتابع: أمام هذه المآسي تأتي قضية الهجرة لتعطينا الأمل، فقد كان رسول الله في بداية دعوته، كان فرداً، ولم يكن معه أحد إلا الله، ثم تبعه أبوبكر وعلي والسيدة خديجة رضي الله عنهم جميعاً، ثم بعد ذلك ضحوا بكل شيء، وأُوذوا، وقُتلوا وشُّردوا، وهُجّروا، وما كان أحد يتوقع أن تحدث هذه الانتصارات العظيمة، وأن يصل الإسلام والمسلمون اليوم للعالم كله، وكما يقول بعض الناس لو أنك رتبت الأذان بداية من مكة المكرمة تجد في كل أقل من دقيقة أذاناً في العالم يرفع ويقول الله أكبر، الله أكبر، ويشهد بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. جهد شخص واحد وأضاف: كل ذلك بدأ من جهد واحد، ومن شخص واحد، ثم كانت الهجرة بسبب أن قريش لم تقبل أن ينتشر الإسلام فيما بينهم، وقد أعطانا الرسول مع هذا الإيمان القوي الاهتمام بالتخطيط وبالأخذ بالأسباب والاهتمام بإبطال مكر الأعداء، كما قال أحد أصحاب رسول الله في غزوة بدر هل مكوثنا هنا وحي أم حرب ومكيدة ؟ فقال: لا إنها حرب ومكيدة. وبالتالي هم يكيدون ونحن كذلك يجب أن نكون على مستوى كيد المؤامرات . وقال: فلنرجع إلى منهج الله وإلى الوحي ونتبع القرآن والسنة ومنهج رسول الله ونعود إلى العقل والتخطيط وإدارة المخاطر والسياسات على كل الجوانب.