طه حسين
ينظم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الملتقى العالمي لحماية الأسرة تحت عنوان “تجاوزات وانتهاكات وثيقة القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات ومنعها” يوم السبت الحادي عشر من مايو الجاري ويستمر يومين.
تعقد جلسات الملتقى بفندق كوبثورن الدوحة بمشاركة عدة جهات وجمعيات معنية بقضايا المرأة في العالم العربي والاسلامي من دولة قطر والعالم.
وأكد د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهمية الملتقى. وقال في مؤتمر صحفي عقده اليوم بحضور الاستاذة بثينة عبد الله عبد الغني آل عبد الغني المدير التنفيذي للجنة العالمية لشؤون الأسرة التابعة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى ان الاسلام اكد الاهتمام بتماسك الاسرة واولى عناية قصوى للاسرة بعد العقيدة وتدخل القرآن في التفاصيل التي تعنى بمشكلات الاسرة لحلها وعلاجها، بناء على ان الاسرة القوية نواة المجتمع القوي.
وقال ان لجنة المرأة التابعة للاتحاد العالمي التي ترأسها الدكتورة فاطمة نصيف ونائبتها الاستاذة بثينة قامت بالترتيب لعقد الملتقى انطلاقا من اهتمام الاتحاد بمناقشة وثيقة القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات باعتبارها تمس هذه القضية الثابتة من قضايا الاسلام.
ونوه الى اهتمام الاتحاد بهذه المسألة مؤكدا ان الاسلام ضد اي شكل من اشكال العنف ضد المرأة حتى الضرب ليس من شيم الأخيار ولا من شيمة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مثل الطلاق مباح لكنه شيء بغيض. وانه اذا جاز التأديب فإنما هو لغير الأخيار.
وقال ان الوثيقة مليئة بالمخالفات التي سيكشفها الملتقى وتضمنت العديد من المفاهيم الغريبة ليست فقط على الاسلام بل وعلى الاديان السماوية وكافة القيم الانسانية، حيث تتضمن كلمات رنانة ولكن 99 % منها يدور حول قضايا غير العنف مؤكدا ان كافة الدراسات تشير الى ان العنف في العالم الاسلامي اليوم اقل بكثير من العنف في امريكا واوروبا وان العنف الموجود هناك يصل الى حالات غريب للغاية بين الطرفين الرجل والمرأة مثل الشذوذ والزواج المثلي وغيرها من المفاهيم الغريبة.
تجاوزات وانتهاكات
وتحدثت الاستاذة بثينة عبد الغني عن دواعي عقد الملتقى موضحة انه في سياق التجاوزات والانتهاكات المتتالية للعقائد والتعاليم السماوية، والقيم والأعراف والتقاليد الخاصة بالشعوب العربية والإسلامية، التي تتضمنها الكثير من الوثائق التي تصدرها الأمم المتحدة، واللجان التابعة لها والتي كان آخرها وأكثرها فجاجة تلك الوثيقة المسماة بوثيقة العنف ضد المرأة والتي طرحت واعتمدت في مارس 2013م،
واوضحت ان الوثيقة تضمنت العديد من المفاهيم الجديدة التي تم إحلالها محل المفاهيم السماوية والتي تتعارض مع الشرائع السماوية والتي تصدرها للأسف الأمم المتحدة ، وأشارت في هذا الصدد على سبيل المثال إلى استبدال مفهوم الشراكة بين الزوجين بدلاً عن قوامة الرجل على المرأة، والتساوي التام بين المرأة والرجل، وإلغاء التعدد للرجل ليتساوى مع المرأة، وسحب سلطة التطليق من الزوج إلى القضاء فقط، ومنح الفتاة كل الحريات الجنسية مع الرجل ومع الأنثى وتقنينها قانونيًا، ومساواة الزانية بالزوجة والأبناء غير الشرعيين بالشرعيين، ومنع الزواج تحت سن 18 عاما واعتباره جريمة يعاقب عليها القانون.
وقالت ان كل هذه التجاوزات دعت اللجنة العالمية لشؤون الأسرة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لعقد هذا الملتقى للتعبير عن رفض شعوب الدول العربية والإسلامية لهذه الوثائق بطريقة منهجية شرعية منظمة وفاعلة.
ويعد هذا الملتقى الأول الذي تلتقي فيه المنظمات النسائية والحقوقية من أنحاء العالم الإسلامي لاستعراض وطرح تلك الوثائق ودراستها بطرق علمية وموضوعية للوصول إلى قرارات وتوصيات مؤثرة على تلك الوثائق.
وقالت الاستاذة بثينة عبد الغني ان الملتقى يهدف الى رصد التجاوزات، والاختراقات المختلفة (الدينية، الأخلاقية، الاجتماعية، الحقوقية، الصحية) في وثيقة “القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات ومنعها”.
كما يهدف الى حشد الرأي العام العالمي في المجالات ذات العلاقة بالوثيقة، والتحذير من آثارها شديدة الخطورة على المرأة والأسرة.