الراية – الدوحة
قال د.علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن رمضان شهر عظيم القدر والمكانة داعيا المسلمين جميعا إلى الالتزام بأركان الصيام وآدابه والاهتمام بتلاوة القرآن وتدبر آياته.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) داعيا إلى غرس الشعور بأهمية هذا الشهر في النفوس بعيدا عن الرياء وأن تكون العبادة فيه طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى.
وقال إن الاستعداد لرمضان يكون بالتوبة وهي تشمل: التوبة فيما يتعلق بالتقصير في حقوق الله وأن نندم على ما فعلناه وأن نتضرع ونكثر من الاستغفار والأمر الثاني يتعلق بحقوق العباد فعلينا أن نسارع بردها أو نبرئ ذمتنا منها حتى ننال أجر هذا الشهر.
وأشار إلى أن الاستعداد لهذا الشهر يكون أيضا من خلال التخطيط له وعدم تضييع الأوقات والحرص على الإفطار ويقول الرسول ( من فطـَّر صائما كان له مثل أجر صومه غير أنه لا ينقص من أجره شيء) و يكون أيضا بتلاوة القرآن وحسن الخلق والدعاء فقال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
وأكد فضيلته أن من أهم الحكم التي تضمنها هذا الشهر هو الإحساس بجوع الفقراء والمساكين والذين يعيشون في الخيام والذين يعيشون في العراء تحت الشمس المحرقة أو البرد القارص
ودعا إلى أن نحس بآلام المسلمين في كل مكان في بنغلاديش وميانمار وأفريقيا الوسطى وسريلانكا لافتا إلى أن المتشددين دمروا مسجد البابري في الهند وهي مصيبة ومخططات أخرى لتمزيق المسلمين أكثر وقتلهم مؤكدا أن هناك ثلاثة عوالم ، هي الصليبي والصهيوني والوثني وهي تنتهز جميعا الفرصة للقضاء علينا بالتمزيق والقتل..
وكان فضيلته قد بدأ خطبته قائلا: نحن اليوم مقبلون على شهر فضيل يتمنى كل مسلم أن يصل إليه لينال فضائله وثوابه وأجره الذي أعده الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر لعباده الصائمين القائمين العاكفين في مساجد الله ..مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يحل هذا الشهر كان يقول لصحابته الكرام هذا شهر أتاكم قد جعل الله سبحانه وتعالى فيه من الخيرات والبركات ويقول هذا شهر فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبوب النيران وفي كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى.
ولفت إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول في الحديث الشريف ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن إذا اجتنبَت الكبائر) مضيفا أن الإنسان لو قام بأداء هذه الواجبات فإن الله سبحانه وتعالى بفضله ومنه سوف يكتب له المغفرة كما ورد في الحديث الصحيح (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه) قال صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه).
وقال فضيلته إن الأحاديث في بيان فضل رمضان بل الآيات القرآنية الكريمة في عظمة هذا الشهر أكثر من أن نحصيها في خطبة وجيزة ويكفي أن نقول أن الله سبحانه وتعالى سمّى هذا الشهر بشهر الهداية والفرقان فقال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) ووردت أحاديث كثيرة في بيان خصائص هذا الشهر منها ما رواه الإمام أحمد من أنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه).