الدوحة – العرب

حذّر فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- من دعاوى التنازل عن المقدسات. وأضاف في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة في فريج كليب: «إذا لم تصحُ الأمة من غفلتها، ولم تهب من سباتها، ولم تعد إلى رشدها فإنها ستزداد وبالاً وتفرقاً وتشرذماً». وقال: «يؤسفنا أن يكون بعض بني جلدتنا ممن ينتسبون إلى ديننا ويتكلمون لغتنا، مساهمون في جلب الاستعمار لنا، وأن تكون لهم اليد الطولى في التنازل عن المقدسات والحرمات لصالح اليهود». وأعرب عن خشيته من أن يطالب اليهود يوماً ما بأحقيتهم بأرض خيبر والمدينة، وخاصة في ظل وجود منافقين بين صفوف الأمة.

 

قال الدكتور علي محيي الدين القره داغي: «بسبب عدم استفادتنا من الوحي، وعدم استخدامنا العقل المفكر المحلل، المتجرد من التبعية لأي أحد، وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه، فاللوم والعتاب علينا وحدنا، وقد لام الله تعالى بني إسرائيل الذين لم يستفيدوا من الوحي الذي كان مع أنبيائهم، ولم يستخدموا العقل المفكر السليم المستقيم». وتساءل فضيلته: «ماذا جرى لأمتنا الإسلامية؟ فهي مليئة بالأسى، ومثقلة بالجراح، لا تكاد تدمل جرحاً حتى ينكت فيها جرح آخر، ولا تكاد تشفى من علة حتى تنزل بها أخرى تقعدها في ركب التأخر والتخلف، ولا يكاد يبزغ فيها فجر الانفراج حتى يحل عليها ظلام بلوة أخرى، تسير بها في الاتجاه المعاكس، نحو الضياع والضعة والذلة والهوان».

 

وأكد فضيلته أن الاستعمار الجديد أكثر نذالة وحقارة من الاستعمار القديم، لأن الأخير كان يعطي الشعوب المستعمرة ما يقوتها، أما الاستعمار الجديد فهو قائم على دفع الشعوب المستعمَرة أجرة لمستعمريها».

 

وتحدث فضيلته عن قصة الملك سليمان مع مملكة سبأ في سورة النمل، مستنبطاً منها ضرورة أن يعرف كل حاكم أفراد رعيته، وأن يكون خبيراً بأحوالهم، وما هم عليه من اختصاصات، حتى يوظفها في المكان المناسب، الذي يخدم من خلاله قومه وأمته.

 

كما يجب أن يكون على دراية بالأعراق واللغات التي تتكون منها رعيته، وأن يخصص منها ما ينمي لها ثقافتها، ويقوي انتماءها إلى الوطن، ويضمن بذلك ولاءها له.

 

وأوضح أن على كل صاحب رعية أن يتفقد شؤون رعيته، وأن يكون بصيراً بما يحتاجون إليه، ما يضمن لهم البقاء والاستمرار، في ظل كرامة موفورة، وحياة كريمة.