الدوحة – الشرق

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية للاستعداد لشهر رمضان المكرم بتهيئة نفوسنا وتزكيتها وتطهير قلوبنا وألسنتنا، والتوبة الخالصة لله رب العالمين، وذلك من خلال الالتزام بشروطها الثلاثة، الإقلاع عن الذنب والندم على فعل المعصية، أو التقصير والعزم على عدم العودة إلى الذنب أبداً.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، إذا كانت التوبة في حق العباد عليه أن يستبرئ من صاحبها، ويطلب المسامحة منه، وهذا سهل في الحقوق المالية، أما في الحقوق المعنوية، فالأمر صعب، ومن الحقوق المعنوية الغيبة والنميمة والكذب.

وحذر من الوقوع في أعراض الناس، وعلى من وقع في ذلك المبادرة إلى الاستبراء من صاحبها، والمسارعة إلى طلب العفو، حتى لا يأتي يوم القيامة مفلساً من الأعمال بسبب ما ارتكب من الآثام.

وحث على الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالصيام، وقال إنه ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر من صيامه في شهر شعبان، ودعا الخطيب إلى تنظيم الوقت بالصيام، إما أن نصوم صوم نبي الله داود عليه السلام، نصوم يوماً ونفطر يوماً، أو نصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، مع الأيام البيض، علينا أن نصون ألسنتنا، وننظف قلوبنا، ونكف عن القبائح؛ حتى ندرك شهر رمضان وقلوبنا تفيض نوراً، وجوارحنا تشع حبوراً.

واستهل الخطيب خطبته بالحديث عن أسماء الله العلا وصفاته المقدسة في آيات كثيرة، وقال إننا لو أردنا إحصاءها لبلغت المئات من الآيات، وكذلك جاء ذكر تلك الأسماء والصفات في كثير من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال إن أسماء الله لم تذكر لمجرد أن تذكرها الألسن وتنطق بها الشفاه، ولا لمجرد التسبيح بها أو حفظها فقط، وإنما أكد القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، على أن الهدف من إحصاء هذه الأسماء والصفات هو الوصول بها إلى مبتغاها، وتحقيق غايتها، وهو العمل بها ووعيها وفهمها وتطبيقها تطبيقاً عملياً في حياتنا اليومية، وفي تصرفاتنا وسلوكنا.

وقال إن الله تعالى أثبت لذاته العلية مجموعة من الأسماء الحسنى، ولم يفردها ذكراً في قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، وقال تعالى: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وقال تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.

وتابع قائلا: كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: {إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة}، ولم يرد ذكر هذه الأسماء في هذا الحديث، ولكنها وردت في رواية للترمذي، حيث عددها الرسول صلى الله عليه وسلم.

لا حصر للأسماء

وقال د القرة داغي إن معظم الفقهاء وجماهير علماء السلف والخلف أجمعوا على أن هذا العدد لا مفهوم له في الإسلام، أي ليست أسماء الله تعالى ولا صفاته سبحانه محصورة في 99 فقط، وإنما هي مبثوثة في آي القرآن الكريم، ومنتشرة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأضاف: هناك أسماء وصفات استأثر بها الله تعالى في علم الغيب عنده، كما ثبت ذلك في دعائه صلى الله عليه وسلم، حيث روى الإمام أحمد في مسنده، أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: {اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها }.