طالب القره داغي الأمم المتحدة بإصدار قانون عالمي يمنع الازدراء بجميع الأديان السماوية ومقدساتها وذلك في كلمته امام المتظاهرين في كوردستان العراق والتي نظمها الجماهير الكوردية لأظهار محبتهم لرسول الله صلى اله عليه وسلم ورفضهم للإساءات المشينة من خلال الفيلم المسئ الى سيرته العطرة وهذا نص الخطاب:
اخوتي وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فيشرفني أن أشارك في مسيرتكم السلمية وتظاهرتكم الحضارية التي تظهر محبتنا جميعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين ، كما أنها تثبت أن الشعب الكوردي ينتمي إلى أمة عظيمة هي أمة الإسلام التي تنتفض منذ حوالي أسبوع ضد الاساءات المشينة من خلال الفيلم المسيئ إلى سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
أيها السادة والسيدات
أود أن أوجه إليكم باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي دعا العالم كله إلى رفض الاساءة والعنف معاً ، الكلمات الآتية :
الكلمة الأولى : هي كلمة التحية والمحبة والشكر لكم على هذا الاحساس الغالي ولكل مَنْ ساهم في تنظيم هذه المسيرة المباركة ، وكذلك للاخوة القائمين على حمايتها من رجال الأمن والشرطة والاعلاميين الذي ينشرونها .
الكلمة الثانية : أن العالم غير الإسلامي لا يعرف مكانة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين ، حيث إن حبهم له صلى الله عليه وسلم أشد وأقوى من حبهم لأنفسهم وأولادهم وأموالهم ، بل إن إيمانهم لا يكتمل إلاّ إذا بلغ حبه هذا المبلغ ، قال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) سورة الأحزاب / الآية 6 ، ومن هنا فقيامكم بهذه المسيرة جزء من التعبير عن هذا الحب العظيم ، ورسالة إلى العالم أجمع بأن ( الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ) هو الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه ، وأننا جميعاً مستعدون بكل شيء في سبيله .
الكلمة الثالثة : إننا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، بل باسم المسلمين جميعاً نرفض أن يكون ردّ الفعل على هذا الفيلم المسيئ مخالفاً لمبادئ الإسلام من أنه ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ولا يجوز استعمال العنف ضد الأبرياء ، ولا الاعتداء على الأموال العامة أو الخاصة .
ولذلك فنحن نبرأ من جميع أعمال العنف الموجهة إلى الأبرياء ومن كل الاعتداءات التي قام بها إما المندسون من أعداء الإسلام أو الجهلة الإمّعة .
الكلمة الرابعة : إننا نطالب الأمم المتحدة وأمريكا ، وبقية الدول الكبرى والأعضاء فيها أن تتفق على إصدار قانون عالمي يمنع الازدراء بجميع الأديان السماوية ومقدساتها .
الكلمة الأخيرة : نطالب فيها الأمة الإسلامية أن تثبت قدوتها في التعامل والسلوك والتعايش مع الآخرين في الأخلاق والقيم الربانية السامية أمام العالم ، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الرحمة للعالمين وصفه الله تعالى بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) سورة القلم / الآية 4 ، وعباد الرحمن في القرآن الكريم وصفوا بالأخلاق العظيمة : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) سورة الفرقان / الآية 63 قبل الصلاة والزكاة .
ولذلك على الأمة أن تظهر هذه الأخلاق العملية السامية وتبتعد عن الفوضى والغوغائية ، وترتقي إلى المرتبة التي يريد الله تعالى لها وهي خير الأمم بالأوصاف والقيم ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران / الآية 110
ودمتم في رعاية الله وعنايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم المحب
ا.د. علي محيي الدين القرة داغي
الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين