المبحث
الثاني :

 

 

مقاصد
الوقف في الشريعة الغراء :

 

ـ
التعريف بالمقاصد بإيجاز

ـ
مقاصد الوقـف

ـ
علاقة المقاصد بتطوير الوقف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعريف
بالمقاصد :

المقاصد
جمع مقصد ، وهو لغة من القصد بمعنى العزم ، والتوجيه ، والعدل ، والاعتدال ،
والوسط.

واصطلاحاً
عرفت المقاصد بعدة تعريفات ، منها : أنها هي الحكم والغايات التي وضعت الشريعة
لأجل تحقيقها لمصلحة العباد [1]
.

مقاصد
الوقف [2]
:

فهناك
مقاصد عامة ، ومقاصد خاصة ، ونحن هنا نحاول أن نذكر المقاصد العامة من الوقف ، وآثارها
على الأنشطة الوقفية :

1
ـ تحقيق العبودية لله تعالى في مجال المال ـ أو الابتلاء بعبادة الله فيه ـ وتنفيذ
أوامر الله تعالى في الأمر بالصدقات ، والأوقاف ونحوهما مما يدخل في ( إقراض الله
قرضاً حسناً ) فالعبودية لا تتحقق فقط بتنفيذ العبادات البدنية فقط ، بل إنما
تتحقق بأن تكون حياة المسلم البدنية والمالية والاجتماعية والسياسية لله تعالى ((
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )) [3]
.

ويترتب
على هذا المقصد ما يأتي :

أ
ـ أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى .

ب
ـ أن يكون الموقوف عليه جهة بر ، أو على الأقل أن لا تكون معصية .

ج
ـ أن يتوافر في الوقف الإحسان بجميع معانيه من حيث الانتقاء والاختيار ، ومن حيث
وضعه في أحسن جهة ، ومن حيث الإدارة والاستثمار ، حيث قال الرسول صلى الله عليه
وسلم في جواب جبريل عندما سأله عن الإحسان ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
:” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” [4]
، فهذا الحديث يدل على ضرورة توافر أمرين أساسيين في الوقف :

أ
ـ التقوى والإخلاص .

ب
ـ أن يكون الوقف في قمة الإحسان والإتقان وهذا متفق تماماً مع الآيات التي فهم
منها الصحـابة الوقف مثل قوله تعالى (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ))[5]
.

فالرسول
صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق فسَّر الإحسان ( الذي هو حقيقته : أحسن شيء ،
وأكثر الأعمال خيراً ) بما فسره في الحديث من باب التفسير بالأصل الدافع المحرك
والمفجر للطاقات وهو التقوى ومراقبة الله تعالى .

2
ـ تحقيق رسالة الإنسان التي كلفه الله تعالى بها ، وهي رسالة الاستخلاف في الأرض
(( إني جاعل في الأرض خليفة )) [6]
من حيث التعمير ، حيث قال تعالى : ( وهو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها )[7]
.

LinkedInPin