بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد

  فإنه  ليعدّ خطوة طيبة ولفتة مباركة أن تدعو جامعة الأزهر الشريف خريجيها للقاء عام تبحث فيه قضايا الأمة ، ومشاكلها ، ويوضع نصب الأعين بيان رؤية الزهر الشريف لها وحلولها في نظره .

  وحقٌّ لأزهر الشريف بما له من تأريخ مجيد ، ومجد تليد ، وتأريخ جامع بين الأصالة والمعاصرة ، بين قديم صالح وجديد نافع ، تأريخ حافل بانجاب ثلة من العلماء الأعلام ، والمفكرين الأفذاذ ، والأدباء العظام ، تأريخ ينبض بالحيوية والخدمات الجليلة للأمة الإسلامية على مرّ تأريخها الألفي …. حق له إذن ـ قبل  غيره ـ أن يكون رائد الأمة الإسلامية الذي يهدي عن خبرة ودراية وقدرة ، وأن يكون قائدهم الذي يقودهم إلى الخير والتعاون والنصر والنهضة ، وقدوتهم في الجهاد والاجتهاد والنُّصرة .

  وكم سعدتُ بصدق ، وسررت بحق أن أُدْعى إلى مثل هذا الاجتماع المبارك ، واللقاء الخيّر تحت ظل جامعنا العتيق ، الذي تربينا فيه على القيم العليا ، والمثل العظمى ، وجامعتنا التليدة التي تعلمنا فيها العلوم والفنون .

  وازدادت سعادتي وكدت أن أطير فرحاً أن أكلف ببحث حول : قضايا المرأة والديمقراطية يدخل ضمن محور : رؤية الأزهر الشريف نحو القضايا المعاصرة .

  ولذلك استجب لذلك على الرغم من ضيق الوقت ، وسعة الشغل وكثرة العمل ، وقدمت هذا البحث المتواضع بين الأيادي المباركة لمشايخنا وأساتذتنا الأجلاء ، وإخواننا الزملاء الفضلاء ، داعياً الله تعالى أن أكون قد وفقت في توضيح ما ابتغي مني ، وتحقيق الغايات التي قصدت من ورائه ، وهو وراء القصد ، والهادي إلى سبيل الرشاد .