الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين

وبعد

  فإن المؤسسات المالية الإسلامية أصبحت ـ بفضل الله تعالى ـ حقيقة ، وواقعاً تبنى عليها الآمال في إقامة صرح اقتصادي عادل تزدهر به المجتمعات ، وتنمو به الأفراد والجماعات .

  فإذا كانت المصارف الإسلامية قد نجحت نجاحاً وتوسعت أفقياً وعمودياً ، وموجودات واستثمارات حتى بلغت استثماراتها إلى أكثر من أربعمائة مليار دولار … فإن شركات التأمين الإسلامي بدأت تخطو خطوات جادة في سبيل التوسع ، حيث تصل الآن موجوداتها إلى أكثر من سبعة مليارات من الدولارات .

  ولذلك أصبحت شركات التأمين الإسلامي بحاجة إلى دراسات وتحليلات فقهية واقتصادية ومحاسبية لتواكب هذا التطور السريع ، ولتجد الحلول العلمية والعملية المدروسة لكل مشكلة ومسألة .

  ومن المعلوم أن مشكلة المخاطر للصناعة المالية الإسلامية هي من أخطر المشاكل التي تحتاج إلى حلول علمية وعملية مدروسة دراسة جيدة من جميع الجوانب ، وبالأخص في ظل ضخامة الاستثمارات الإسلامية ونموها المطرد .

  ولذلك يشكر بيت المشورة للاستشارات الشرعية في دولة الكويت على عقد هذا المؤتمر الفريد في نوعه حول موضوع مخاطر الصناعة المالية الإسلامية ، سواء كانت صناعة مالية في مجال الصيرفة الإسلامية أو التأمين الإسلامي ، أو غير ذلك .

  ومن هنا حينما جاءتني دعوتهم الكريمة بكتابة بحث أو ورقة حول موضوع مخاطر التأمين الإسلامي لم يسعني إلاّ الاستجابة لها مع التقدير، على الرغم من ضيق الوقت وانشغالنا في هذه الفترة بأمور الجامعة والامتحانات ، وذلك لأهمية الموضوع .

  وقد بذلت جاهداً أن أعطي الموضوع حقه ، ولكنه إذا وجد فيه تقصير فإنه يعود إلى ضيق الوقت وعدم وجود مصادر ومراجع فيه ـ حسب اطلاعي ـ  ، وقد عرفت بالموضوع ، والمشكلة والمخاطر العامة ، والمخاطر الخاصة بالتأمين الإسلامي ، ثم بذلت جهدي لتحليل هذه المخاطر وقياسها ، وبالتالي البحث عن الحلول المناسبة لها سواء كانت حلاً يحسم المشكلة ، أم يخفف من وطأتها وآثارها .

  والله أسأل أن يجعل التوفيق حليفي ، وأن يلبس عملي ثوب الإخلاص  ، ويعصمني من الخطأ والزلل في العقيدة والقول والعمل ، إنه مولاي فنعم المولى ونعم النصير .