الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .

وبعد :

  فإن البنوك الإسلامية قد خطت خطوات جادة في سبيل تأصيل أعمالها وأساليبها ، وبذلت جهوداً لا بأس بها في طريق تطوير آلياتها ووسائلها ، وعلى هذين الجناحين يمكن لها أن تستمر وتبقى ، وتستطيع أن تواجه مشاكل العصر ، ومتطلبات المتعاملين معها ، وتصمد أمام التحديات الكثيرة التي تقابلها من العولمة والعملقة في عالمنا المتقدم المتطور المتغير .

  ومن هذا المنطلق فإن إعادة النظر في أسس تقسيم الخسائر ، وفي كيفية توزيع الأرباح في البنوك الإسلامية تعتبر خطوة نحو الأمام من حيث التأصيل والتطوير ، ولا سيما فقد تبين لي من خلال مراجعة بسيطة لميزانية بعض البنوك الإسلامية أن بينها اختلافاً كبيراًً في هيكلة التوزيع وأسسه .

 لذلك وجدت من الضروري أن أوضح هذه الفروق الجوهرية مبيناً ما يجوز منها وما لا يجوز ، ومؤصلاً لما أراه راجحاً مع بيان الهيكلة والترجيح داعياً الله تعالى أن يصلح أعمالي كلها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم إنه حسبي ومولاي فنعم المولى ونعم النصير .