الدوحة-قنا:
تواصلت هنا أمس فعاليات الدورة التدريبية حول أصول المعاملات المالية الإسلامية المعاصرة التي بدأت يوم 23 فبراير الماضي وتنتهي في 27 أبريل القادم، وهي الأولى من نوعها في قطر، تنظمها كلية الدراسات الإسلامية عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالدوحة.. وتعد الدورة التي تقدم مجاناً، واحدة من ضمن عشر دورات تدريبية تحمل عنوان “علماء المستقبل” حيث تقام مرة كل أسبوع في مقر الكلية الكائن بالمدينة التعليمية، يقدم المحاضرات الأستاذ الدكتور علي القره داغي الأستاذ المتفرغ بجامعة قطر، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتمثل المادة العلمية للمحاضرات حصيلة عمل دام أكثر من خمسة وعشرين عاماً، جمع فيها الدكتور القره داغي خلاصة فكره الاقتصادي وخبرته العملية والأكاديمية فيما أسماه: “حقيبة الدكتور علي القره داغي الاقتصادية” وتشمل المادة جزئين رئيسيين هما: المدخل إلى الاقتصاد الإسلامي، ومنهج الفقه الإسلامي في علاج القضايا المعاصرة، والجزء الأول عبارة عن دراسة تأصيلية مقارنة بالاقتصاد الوضعي على ضوء الكتاب والسنة، ومقاصد الشريعة، وتراثنا الفقهي.
أما الجزء الثاني فيقدم منهجية لمعالجة القضايا المعاصرة على ضوء الثوابت والمتغيرات وضمن منهجية البحث والاجتهاد.. لذا يمثل هذا الجزء استجابة لحركة التغيير والمستجدات في حياة المسلم المعاصر، ويقترح فيه ردوداً وحلولاً مناسبة بالاستناد إلى المبادئ العامة والقواعد الكلية.
ولذلك يتضح أن الفقه الإسلامي يعالج المستجدات والنوازل من خلال مجموعة من النصوص العامة والقواعد الكلية والمبادئ الراسخة ومن خلال القياس والمصالح المرسلة ومقاصد الشريعة ومآلات الفعل وغيرها من الأدوات.. ونوه الدكتور القره داغي إلى أن من جملة أسباب صمود الاقتصاد الرأسمالي هو انتشار الفكر الديموقراطي في أمريكا وأوروبا الذي يسمح بمناقشة الأخطاء، مما يوفر القدرة على العلاج، وتقديم الآليات والحلول.. هذا مع العلم بأن أسباب الأزمة المالية العالمية تعود لجوهر النظام الرأسمالي ولأسباب سياسية وعسكرية أخرى، وهناك تنبؤ بازدهار نظام اقتصادي ثالث يرشح بروز النظام الاقتصادي الإسلامي كمشروع متكامل بآلياته وحلوله العملية في معالجة البطالة والتضخم والركود والأزمات.. حضر هذه الدورة 220 من الطلاب من الجنسين ومن الحاصلين على شهادات جامعية ذات علاقة بالموضوع، ومن المشتغلين في نفس المجال، فمنهم من يعمل بالبنوك الإسلامية المحلية مثل المصرف وبنك الدوحة، ومنهم طلاب وموظفو الكلية وطلاب جامعة قطر.
وتم تخصيص الجزء الأول من المحاضرات لعرض المادة العلمية، والجزء الثاني للمناقشة المفتوحة والأسئلة.. ورأى معظم الملتحقين بالدورة أن الدورة قد أتاحت لهم فرصة البحث والنقاش لحالات دراسية فعلية تواجههم عامة في سوق العمل، كما ساعدتهم على التعرف على إمكانيات تطبيق أسس المعاملات التجارية الإسلامية بطريقة صحيحة.
وأوضحوا أن التفاعل مع ممثلين من قطاعات متعددة قد أثرى خبراتهم، وأتاح لهم فرصة الدمج المجتمعي، وفتح لهم محتوى الدورة مسارات بحث واطلاع جديدة توفر لهم فرص فهم وتفاعل أفضل في مضمار أعمالهم المالية والمهنية..