أسندت إلي بعض الصحف ومواقع الانترنت عبارة بمانشيت كبير: أنني أقول: أن المظاهرات ليست من الجهاد في الاسلام.

فهذا القول وبهذه الصورة لم يصدر مني بل هو تحريف، واستغلال للفتوى، وإنما رأيي الذي أؤمن به هو ماذكرته في بياني من خلال رسالتين إحداهما الى المسؤولين، والثانية للشباب المتظاهرين، وهذا هو نص البيان:

بيان من بروفيسور د. علي محيى الدين القره داغي حول ما يجري في محافظة السليمانية من المظاهرات ، يتضمن رسالتين للمسؤولين والشباب

   
  أتابع ببالغ القلق ما يجري في محافظة السليمانية من أحداث مؤلمة من قتل وجرح لبعض الشبان ، ومن اعتداء على بعض الممتلكات العامة ، لذلك أود توجيه رسالتين من باب النصيحة المفروضة ، إحداهما موجهة إلى المسؤولين ، والأخرى موجهة إلى الشباب المتظاهرين .

أما رسالتي إلى المسؤولين فهي :

 أن عليهم أن يعلموا أن العالَمَ قد تغير ، وأنه لم يَعُدْ هناك شيئ يمكن إخفاؤه على الشباب اليوم من الثروة ونحوها ، ولم يَعُدْ هناك أمرٌ يخاف منه الشباب اليوم ؛ بسبب الحرية والتقنيات الإعلامية المعاصرة ، وهم يريدون أن ينعموا بخيرات بلادهم ويشاركوا في إدارتها ، لذلك أطلب من المسؤولين أن يسمعوا لهم ولمطالبهم بكل تقدير واحترام ، وأن يستوعبوا مطالبهم بكل جدية.

كما أطالبهم بوضع خطة استراتيجية تتضمن بكل دقة ووضوح ما يأتي :

1-    القضاء على الفساد بمختلف أشكاله وألوانه ، وعلى المحسوبيات الحزبية والفئوية ، حتى تكون الثروة للشعب ، وتوزع بكل عدل وانصاف .

2-    وضع خطة استراتيجية ومرحلية للتنمية الشاملة ، ولتحقيق نهضة صناعية وزراعية ، وتجارية ، وسياحية لتحقيق التقدم والرفاهية لجميع المواطنين .

3-    تحقيق الفصل الكامل بين السلطات الثلاث : السلطة التشريعية ، والسلطة التنفيذية ، والسلطة القضائية ، بالإضافة إلى سلطة الإعلام الحر .

4-    الاستفادة من كل الطاقات العلمية والتجارب الناجحة لجعل كوردستان واحة الأمن والنهضة والتقدم والأمان ولتصبح انموذجاً يحتذى به في مختلف المجالات .

أما رسالتي إلى الشباب فهي :

 أنني معكم في مطالبكم العادلة ، ومعكم في التظاهر السلمي الحضاري ، فالمظاهرة السلمية مشروعة شرعاً ، بل هي نوع من الدعوة والنصيحة بالمعروف ما دامت في إطارها الحضاري السلمي .

 ولكنني أنصحكم بأن تكونوا قدوة في المظاهرة الحضارية ، وحافظوا على سلامة الأمن الاجتماعي ، وعلى الأموال العامة والخاصة .

وأحذر الجميع ـ حكومة ومتظاهرين ـ من إراقة الدماء فهي أخطر شيئ في الإسلام ، وأن قتل المسلم أشد على الله تعالى من هدم الكعبة ، وقد قال الله تعالى ( أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) (سورة المائدة : الآية 32) .

وأخيراً أنادي الجميع ـ بكل إلحاح ـ إلى الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للشعب الكوردي في كوردستان العراق ، فحمايتها بل تطويرها مسؤولية الجميع ، وان التفريط فيها خطر على مستقبلكم جميعاً .

 لذلك أدعوكم والمسؤولين إلى الحوار البنّاء ، وأن يكون الوسيلة الوحيدة بينكم وبين المسؤولين: الحوار فقط الحوار بالأسلوب الحضاري فقط ، فالحوار هو الأسلوب الوحيد للوصول إلى الأهداف والغايات التي تخدم الشعب الكوردي .

والله أسأل أن يحفظ الشعب الكوردي من كل الهزات والأزمات وأن يصلح حال الجميع ، ويوفقكم لطريق الإصلاح والمجد والعزة والكرامة والرفاهية والسعادة والأمن والأمان .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

             محبكم جميعاً

 بروفيسور .د. علي محيي الدين القره داغي