ألقى فضيلة الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطبة الجمعة في مجمع النور  و بحضور فخامة الرئيس السوداني عمر البشير.

وركّز القره داغي في خطبة الجمعة على الوحدة الإسلامية، كضرورة دينية وحضارية، ورأى في الثورات في بعض الدول العربية بشرى خير، لأن الشعوب العربية إن عبّرت عن نفسها، فإن قضاياها متشابهة، وهواها نحو فلسطين، وهذا يخدم مشروع الوحدة، الذي فشل في الماضي لأنه كان فوقياً وغير مستند إلى قناعات الشعوب. ورأى القره داغي أن الوحدة لا تعني بالضرورة الاندماج السياسي، كما أنه من الأفضل أن تكون تدرّجية حتى تُبنى على أسس متينة.

وبالعاصمة السودانية وفي وسط اعلامي ورسمي  وضع الحجر الأساس اليوم السبت، لوقف القدس بالخرطوم، بحضور والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي قرة داغي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس في السودان الدكتور قطبي المهدي، ووزير التوجيه والأوقاف السوداني – ولاية الخرطوم عثمان الكباشي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة مؤسسة القدس في الأمانة العامة لمؤسسة القدس– بيروت وفي فرع المؤسسة في الخرطوم.

وفي كلمة العلامة يوسف القرضاوي التي ألقاها عنه الشيخ علي قرة داغي بشر القرضاوي المؤتمرين بأن دولة قطر خصصت أرضاً يبنى عليها برج ضخم كوقف للقدس، مطالباً بمضاعفة الجهد والاهتمام بقضية القدس حتى لا يستغل العدو المتربص انشغالنا بالقضايا الداخلية لينفذ مخططه في تهويد المدينة المقدسة،

ووسط وابل من الهتافات والشعارات التي تمجد القدس وتندد بالاحتلال الاسرائيلي تحدث د. علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي للمسلمين وربط بين تجمع نساء السودان الذي فاضت بهن القاعة الدولية وبين مواقف النساء الفلسطينيات المجاهدات اللائي اقسمن ان يبذلن الغالي والنفيس لتحرير القدس.

وقال ان هذا التجمع بث في نفسه الطمأنينة لتحرير القدس بعد ان بلغ اليأس به مرحلة بعيدة.. وثمن الصحوة الإسلامية التي عمت الكثير من الدول العربية لتحرير القدس من خلال الثورات الشعبية ضد أنظمة الحكم وتنقيتها من عملاء اسرائيل وعبر عن تفاؤله بأن هذه الثورات ستؤتي أكلها قريباً.

وزاد: «كأني أرى قوافل المجاهدين تتحرك نحو القدس».

وقال إن السودان ونساءه وقفوا منذ وقت بعيد مع فلسطين ولكن بعض الدول ظلت تدعم اسرائيل والآن بدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى وما نشاهده الآن في مصر وتونس وليبيا خير شاهد فدولة الظلم ساعة ودولة الحق تبقى إلى يوم القيامة فالداعمون لاسرائيل وعملاء امريكا كانوا يظنون ان تدعم هذه الدول «الخبيثة» ولكنها خذلتها فقد قالها القذافي صراحة «الغرب خذلني وخانني».

وألقى كل من والي الخرطوم، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة في الخرطوم، ووزير الأوقاف- ولاية الخرطوم كلمات من وحي المناسبة، كما عرضت شركة بروج الاستشارية مشروع الوقف المقترح.

وألقى عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس أسعد هرموش كلمة مؤسسة القدس؛ شكر فيها للسودان الاحتضان والدعم، كما تخلل الحفل قصيدة شعرية للشاعر محمد حمد.

وتجدر الإشارة إلى أن وقف القدس بالخرطوم، وهو عبارة عن قطعة أرض بمساحة تقارب الخمسة آلاف متر مربع تبرعت بها الجمهورية السودانية لصالح مشاريع القدس التنموية.