ثم تحدث عن الربط بين أول الأنبياء سيدنا آدم وآخر الأنبياء سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام أجمعين) من حيث أن آخر الأنبياء جاء مكملا رسالة الانسانية جميعا وهي تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، وتعمير الكون في ضوء منهج الله حيث بين الله تعالى أن هذه الأمة المحمدية ترث الأرض كلها فقال تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون …)
وأوضح أن هذا الربط جاء من خلال الأمر بالقراءة في أول آية نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إقرأ باسم ربك الذي خلق) وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعبد في غار حراء فنزل عليه جبريل بهذا الأمر بدل أن يعلمه العبادة الصحيحة، أو أن يأمر ه بالعبادات ونحوها.
وقد بين فضيلته أن في هذا الأمر مربطا بين خاتم النبيين وأول الأنبياء سيدنا آدم حيث أنه بالعلم فاز على الملائكة ولأجله أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له. فكان في هذا إيذان بأن العلم هو مفتاح التمكين والتسخير لهذه الأرض، وذلك اذا كان الله تعالى قد اسجد الملائكة لآدم بسبب علمه الذي آتاه، فإنه يسخر الكون كله لمن له العلم المطلوب مع العبودية لله تعالى.
ثم شرح بعض آيات سورة اقرأ مبينا أنها تتضمن عشرة مبادئ لإصلاح النظام التعليمي بالكامل منها:
1- القراءة الشاملة الدقيقة لكل الكتب، والكون ، والانسان قراءة متجددة متكررة، وقد بين أن اهمية هذا الشمول من خلال أن جميع القراءات السابقة كانت إما دينية أو دنيوية، فأهل الكتاب يقرؤون الكتب الدينية فقط، وأهل الفلسفة لا يقرؤن الا كتب الفلسفة وهكذا. فجاء القرآن فقضى على هذه الازدواجية، والفصل بين علوم الدنيا وعلوم الدين أو الآخرة، فأمر أمرا واجبا بقراءة الكل، وفي هذا أهم اصلاح للنظام التعليمي.
2- ربط القراءة (باسم ربك) حيث أن القراءة الحاضرة في الحضارة المعاصرة، ليست باسم الرب، وانما باسم المصلحة والاشخاص، لذلك ترتبت عليها اضرار بالبيئة والأوزون,
3- وأن تكون القراءة مرتبطة بكرامة الانسان أي بحريته و حقوقه، وفي الأجواء الحرة، لأن الابداع لا يتحقق إلا في أجواء حرة فقال تعالى (اقراء باسم ربك الأكرم)
وقد رحب المشاركون في الجلسة بزيارة الشيخ القره داغي وأثنوا عليه و دارت مناقشات جادة وحوارات حية عن تجديد الخطاب الاسلامي، وقضية القدس الشريف، وموجة الالحاد المنتشرة حاليا في الغرب وتاثيره على المسلمين، وماهي العمل والأولويات في هذه المرحلة؟ وعن دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وشكر الشيخ الحاضرين وعبر عن سعادته بوجوده مع هذه النخبة الطيبة و بدوره أجاب عن مداخلات المشاركين وعن تساؤلاتهم واستفساراتهم وختم كلمته بدعوة الحاضرين بالنضمام الى الاتحاد .
وجدير بالذكر أن مسجد جمال عبدالناصر كانت كنيسة كبيرة بني على أنقاض مسجد قديم و وكانت تعد من أكبر كنائس التي بناها الاحتلال الايطالي في شمال أفريقيا وهي في موقع استراتيجي تمثل واجهة طرابلس, وبعد قيام ثورة الفاتح تم تحويلها الى مسجد .