السؤال

: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الفاضل ..الدكتور علي القره داغي ، أرغب في طرح هذا السؤال ونسأل الله لكم التوفيق : اقترب ما يسمى الاحتفال بيوم الأم وهو الموافق 21/مارس ونحن نعلم أنه لا يوجد عيد في الإسلام إلا عيد الفطر و الأضحى ولكن أثناء بحثنا عن الحكم الشرعي وجدنا من العلماء من أجاز ذلك ؟

 

 

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ،، وبعد
فإن ما يسمى ” يوم الأم ” بدعة أحدثها الغربيون والماديون الذين انقطعت علاقتهم بأمهاتهم بعد بلوغ عمرهم ما يقارب 20 سنة ، حيث ينشغل الابن ، أو البنت بنفسه ، أو نفسها ، وبما لا يخفى على الجميع .

لذلك أحدث الطيبون منهم هذا اليوم للتواصل ، والتذاكر ، ورؤية الوالدة المتروكة ، أو المعزولة في هذا اليوم ، وتقديم هدية لها .
وهناك آخرون لا يفكرون حتى في هذه الزيارة السنوية ، بسبب تفكك المجتمع والأسرة ، والفصام العائلي، وكم من آباء وأمهات عجائز لا يرون أولادهم وينادونهم في برامج خاصة للتلفار ، أو المذياع ويطلبون رؤيتهم ويستغيثون دون مجيب ولا مغيث .

هذا العيد أو ” يوم الأم ” ناشئ من هذه الحضارة المادية الصماء التي لا روح فيها إلاّ المادة والمال والجنس ، وليست القضية هنا بدعة العادات أو العبادات ، وإنما قضية التربية والعقيدة .
لذلك فهو لا يتفق مع ديننا وقيمنا وحضارتنا الإسلامية ، وعقيدتنا الإسلامية التي تفرض علينا أن تكون كل أيامنا مع الوالدين عيداً وكل ساعاتنا طاعة فقال تعالى: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) سورة الإسراء / الآية 24 ، وتأمرنا بالإحسان: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ) سورة الإسراء / الآية 23 .

ولذلك فهذا العيد فيه إحياء لفكرة غير مقبولة ، وبعث وتسويق لفلسفة غير مشروعة ، واتباع وتقليد لعادات وتقاليد لا تنم إلى قيمنا ، بل تتعارض معها .
ومن هنا فمن هذا الباب أقول : لا يجوز إحياء هذا العيد ولا تسويقه ، وإنما ينبغي لأولياء الأمور أن يشرحوا لأولادهم حقيقة هذا اليوم ” يوم الأم ” كما شرحتُ ، ويبينوا موقف الإسلام من حقوق الوالدين ومنزلتهما عند الله .

هذا والله أعلم بالصواب