السؤال :
 لماذا لا يقوم العلماء الكبار مثل فضيلتكم وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بدعوة المسلمين لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والاستيراد أيضا وذلك في البضائع الكبيرة وليس مجرد البضائع الصغيرة؟
 الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله : فتوانا وفتوى شيخنا القرضاوي: وجوب مقاطعة كل البضائع الإسرائيلية مطلقا دون التفرقة بين البضاعة الصغيرة أو الكبيرة، وبالتالي فما فعلته الجامعة العربية ـ مع الأسف الشديد ـ بعد اتفاقية أوسلو من نقض الاتفاقية في المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل كان شيئا مخالفا لشرع الله تعالى، ولمصالح الأمة، والغريب أن هذه المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل قد أنهوها دون أن تنهي إسرائيل احتلالها حتى لـلأراضي المحتلة بعد 5 حزيران 67 ولذلك أنتهز الفرصة لأناشد حكام العرب والمسلمين في إعادة المقاطعة الاقتصادية الشاملة لإسرائيل ولا سيما في ظل جرائم شارون وليفني، وباراك، وما يفعله بإخواننا في فلسطين، فلنتق الله سبحانه وتعالى في ذلك ولتأخذنا الشهامة الإسلامية والغيرة على دماء إخواننا وأخواتنا في فلسطين، أما بالنسبة لأمريكا: فهي في حقيقتها تقف وراء إسرائيل بكل قوتها، ولولا دعم أمريكا لإسرائيل لما استطاعت إسرائيل أن تفعل ما تفعل، ولذلك يجب لهذه الأمة أن يكون لها موقف من هذه السياسة المنحازة لإسرائيل، ومن أبسط أو أخف الواجبات علينا: أن نقاطع البضائع الأمريكية وبخاصة البضائع الاستهلاكية إلى أن تغير أمريكا سياستها نحو الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك لأن علماءنا قالوا: إن كل عمل مقصود بنتائجه، وأن الوسائل معتبرة فيها مقاصدها، ولذلك لا ينبغي أن نعمم الفتوى لجميع المصانع، والآليات والتقنيات الأمريكية التي تتضرر الأمة الإسلامية بمقاطعتها أكثر من أمريكا .والله أعلم.
 
 السؤال : سيدي الإمام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….أريد أن أعرف بالضبط هل تنفيذ المقاطعة على مستوى الأفراد وليس الحكومات شيء مجدٍ ومناسب ..أم لا؟ فما ذنب أبناء مصر أو أي قطر آخر من العاملين في مطاعم وفنادق وشركات أمريكية الأصل ..هل بتنفيذ المقاطعة على مستوى الشعب وليس الحكومة عمل فيه إضرار بأبناء بلدي من المسلمين الذين يعولون أسرهم من هذه الأعمال؟؟ أفادكم الله ..وشكرا لكم.
 الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله :
 لا شك أن المقاطعة على مستوى الأفراد لو عمت، تفيد كثيرا، ولنا تجربة الهند حينما نادى غاندي بمقاطعة البضائع البريطانية واستجاب لها الشعب الهندي؛ كان في ذلك تأثير كبير على انتهاء الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية، وبالنسبة لبعض الأضرار الجزئية التي تنتج من هذه المقاطعة لا تأثير لها في الحكم الشرعي لأنه قائم على النتائج ومصالح الأمة والجماعة، وذلك لأن مصالح الأمة مقدمة على مصالح الفرد، ويمكن استبدال هذه المطاعم بمطعومات شعبية ومحلية. وهل من الضروري ألا نأكل الدجاج إلا إذا كان معه خلطة كنتاكي، ماكدونالد أو نحو ذلك، لا أشك أن هذا الإقبال على المطاعم الأمريكية إنما يأتي من شعورنا بالضعف وحب الدولة القاهرة القوية. كما أن هذه المقاطعة تفيد تربويا لجيلنا حتى لا يتربى على الانبهار بالغرب حتى في أكلاته، ولذلك قلنا في الفتوى السابقة: إن المصانع التي تقوم بتجميع الصناعات الأمريكية التي تحتاج إليها أمتنا الإسلامية لا تدخل ضمن المقاطعة مادامت في البلاد الإسلامية
 والله أعلم.
 السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الأيام تشن أمريكا وإسرائيل حربا ضروسا على المستضعفين الفلسطينيين فهل تكفي فتاوى المقاطعة بتحريم استثمار أموال المسلمين في أمريكا التي تدعم إسرائيل؟ أم أن الأمر يتطلب من علماء المسلمين أن يصدروا فتوى بتحريم استثمار أموال المسلمين في أمريكا التي تدعم إسرائيل.
 وجزاكم الله خيرا
 الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله : لا شك أن علماء المسلمين لا يملكون إلا بيان الحق وقول الحق، والفعل إن استطاعوا، أما التنفيذ فيعود إلى من بيده التنفيذ، من الحكام والمستثمرين، وأنا أضم صوتي إليك وأقول: لا تكفي الفتوى، ولكن على أقل تقدير إذا لم نستطع التنفيذ فلا أقل من أن نصدع بالحق، ونقيم الحجة على هؤلاء، لعل الله سبحانه وتعالى يحدث في قلوبهم استجابة لذلك والله أعلم .