1. أستاذنا الفاضل:

كثير من شباب أمتنا يجهل قيمة بيت المقدس ومدينة القدس ويعتقدون أن القدسية فقط تتعلق بالمسجد الأقصى، فهل لكم أن تُجملوا لنا أهمية مدينة القدس ومكانتها في عقيدتنا الإسلامية؟


المسجد الأقصى له خصوصية وفضل وبركة تحدث عنها القرآن الكريم (
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) سورة الإسراء / الآية 1 ، وله خصوصية فضيلة الصلاة بخمسمائة مرة، وشد الرحال . 

ولكن الفضائل والبركة عامة لكل أرض فلسطين لأن الله تعالى قال (إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه) فلم يقل باركناه، وإنما قال: باركنا حوله أي أطرافه، والأحاديث النبوية الشريفة ذكرت في الفئة الظاهرة الغالبة المنتصرة فقال: (هم بيت المقدس وأكناف بيت المقدس)

والقرآن الكريم ذكر الأرض المباركة في أكثر من آية، فوصفها بأنها مباركة دون تحديدها بالأقصى . والأقصى ومدينة القدس و أرض فلسطين كلها أرض مباركة، وهي أرض توصف بأنها فلسطينية، وعربية وإسلامية، أي الجميع مسؤولون عنها، ولا يجوز لأحد أن يتصرف فيها حسب هواه، فقد حررها الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطهرها الناصر صلاح الدين الأيوبي الكردي رحمه الله . 

 

ّ2- أستاذنا الفاضل : 

نشاهد تحركا خجولا من قبل أساتذة العلم والمشايخ والعلماء حفظهم الله تجاه إشعالروح الحماسة في الشباب للدفاع عن المسجد الأقصى باعتقادكم ما السبب في هذا؟ 

وهل هناك عوائق تعيق العلماء من أداء رسالتهم بقوة تجاه مسرى نبينا المغتصب؟ 

 
إن ذلك يعود إلى الصحوة الإسلامية المباركة التي يقودها العلماء والمفكرون الإسلاميون، وهم يركزون على إحياء روح الجهاد بصورة متوازنة مع كافة فعاليات الأمة لتتجدد وتتكامل لتحقيق الهدف المنشود، لا شك أن هناك عوائق كثيرة ولكنها لن تعيق الحركة والصحوة الإسلامية، وإنما تؤخرها، ولكن العاقبة للمتقين. 

 
 
3- أستاذنا الفاضل :  

ما الموقف الذي يجب أن يتخذه كل فرد من أفرادأمتنا تجاه التحركات الصهيونية الدءوبة لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم؟ 

وكيف يمكن التصدي لها لمن يقبعون خارج أسوار مدينة القدس؟ 

الدفاع عن القدس الشريف، بل عن جميع الأراضي المحتلة فريضة دينية، وضرورة واقعية، فلا يجوز الاستسلام أو الخنوع لهؤلاء الصهاينة الذين يريدون اختزال القضية الفلسطينية كلها في وقف الاستيطان . 

4- مع التحركات الصهيونية واليهودية التدميرية والاستفزازية نحو المسجدالأقصى، هل يمكننا القول بأن الجهاد الآن أصبح فرض عين على الجميع في الداخل والخارج؟ 

وهل تقف حدود الجهاد على حمل السلاح والقتال؟

الجهاد بمعناه الواسع شامل للمال والإعلام وبذل كل ما في وسعنا لتحرير الأراضي المباركة واجب على الجميع بقدر الإمكان مع توزيع الأدوار بين الداخل والخارج، وبين أنواع الجهاد. 

الجهاد لا يقف عند حمل السلاح، وإنما هو يشمل كل الجهود المالية والإعلامية والسياسية لخدمة القضية الأولى .  


 
5- أستاذ علي : 

يحاول الكثير من الناس التملص من مسؤولياتهم ودورهم تجاه المسجد الأقصى فيلقون باللوم على الحكام باستمرار ليخرجوا أنفسهم من دائرة حمل الأمانة؟ 

 

كيف نرد على هؤلاء؟ 

ليس هذا صحيحاً ، فالمسؤولية في الإسلام فردية قبل أن تكون جماعية فقوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم) خطاب للجميع كل بقدر مقدرته. 


 
6- أستاذنا الفاضل وعالمنا الكريم :  

هل تعتقد أننا مازلنا بحاجة إلى هزة أقوى من حرق الأقصى عام 69 أو دخول شارون المسجد الأقصى في عام 2000م واليوم اقتحام المسجد جهارا لنستيقظ من غفلتنا فغزة كانت بداية والأقصى هو الغاية؟ 

الأمة بحاجة إلى تخطيط بعيد المدى ( الإستراتيجية ) والعمل على تنفيذ مراحله بدقة، والتعاون والتكامل بين الأمراء والحكام والعلماء وعامة الشعب، كما حدث مثل ذلك في عصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله . 

 

7- كيف يمكن أن ننشئ جيل صلاح الدين وقطز وعمر والتغلب على روح الانهزام الداخلي في نفوس شباب أمتنا اللاهث وراء دنيا فانية ؟

جيل صلاح الدين يحتاج إلى تخطيط دقيق لجمع شمل المسلمين من خلال إصلاح النظام التعليمي والسياسي، وتقوية الأمة وتوحيدها حتى تصل إلى مرحلة الأمة الواحدة، جيل صلاح الدين كان يتكون من العلماء المجاهدين ومن الشباب المجاهدين الواعين المربين تربية شاملة للجهاد وغيره .

 

8- كيف نجعل هويتنا مقدسية؟ أو بمعنى آخر كيف نجعل القدس والأقصى في مقدمة اهتماماتناوأولوياتنا الدعوية والتربوية والتوجيهية؟ 

الحمد لله القضية تعيش في نفوس الشعوب المسلمة جميعها، وعلينا تقوية ذلك من خلال بيان أهمية القدس، والأرض المباركة عن طريق وسائل الإعلام، والتربية . 

 

9- مررنا خلال مرحلتنا بالعديد من الشبهات التي طرأت على فكر شبابنا المسلم ونرغب من فضيلتكم التكرم بالردعليها: 

أ- للبيت رب يحميه ، فيعتقد الشباب طالما القدسية للمسجد الأقصى ،وشرَّفه الله بأن كان أولى القبلتين، وربط بينه وبين مكة المكرمة في رحلة الإسراء والمعراج، فإذا للأقصى رب يحميه والأقصى ليس له إلا الله؟ 

هذا الكلام (للبيت ربّ يحميه ) ليس آية، ولا حديثاً، وإنما قول لجد النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب، وليس معناه هكذا الذي فهمه بعض الشباب، وإنما من باب بعث الأمل بأن الله تعالى لن يتركه، ولكن الله تعالى كلف عباده بالجهاد وبذلك العمل لتحقيق هذا الهدف . 

ب- إن حملتكم وغيرها من الحملات لا قيمة لها فلن تنصروا بها المسجد ولن تحرروه فهي مجرد كلمات ونداءات طالما سمعنا بها، وهذا ليس جهادا وليس له أثر في نفوس الناس؟ 

إن مثل هذه الحملات تدخل ضمن تنفيذ أمر الله تعالى ) فاتقوا الله ما استطعتم ( هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنها تحي في الأمة روح الجهاد والأمل، فهي مطلوبة ، وهي تدخل ضمن المراحل المتدرجة المهيأة ليوم النصر العظيم إن شاء الله . 

جـ- يعتقد كثير من الناس من المثقفين والمتعلمين وطلب العلم أن واجب الدفاع عن الأقصى مسؤولية الفلسطينيين وحدهم بل مسؤولية المقدسيين كفرض عين أما البقية فلاحول لهم ولا قوة وغير معنيين بالأمر كيف نرد عليهم؟ 

إن مسؤولية تحرير فلسطين مسؤولية جميع المسلمين بدون استثناء، وهذا ما صرح به علماؤنا بل أجمعوا على أن جهاد الطرد والنفر لطرد المحتلين فريضة تبدأ بأهل المنطقة لتصل إلى جميع المسلمين حسب الحاجة . 

10- وصلنا تنبيه بأنه من الأفضل عدم تسمية قبة الصخرة بالمسجد، حتى لا يحدث التباس على الناس من كيفية وجود مسجد أو مصلى داخل المسجد الأقصى المبارك الذي يضم هذا المعلم وغيره من المعالم

 

فهل من إجابة شافية نطمئن إليها ؟ 

فمن الناحية الفقهية لا مانع من إطلاق اسم مسجد القبة ، إذ أنه مسجد فعلاً ، ولكن من باب سد الذريعة ، حيث أن اليهود الصهاينة يحاولون حصر المسجد على مسجد القبة ، فلا ينبغي استعمال هذه الكلمة ، بل علينا أن نستعمل المسجد الأقصى الذي ذكره الله تعالى وهو الذي يشمل كل منطقة المسجد . 

 

والله أعلم  

والله الموفق 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

سائلاً الله تعالى لكم التوفيق والاستمرار وتحقيق الهدف إن شاء الله تعالى