الدوحة — الشرق
حمّل فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية المسؤولية في ما يجري للمسلمين اللاجئين في أوروبا خاصة ما نقلته احدى المنظمات الخيرية الإسلامية بأن هناك 3000 طفل وصلوا هناك ولم يبق معهم لا أم ولا أب حيث دفعت أمواج البحر بآبائهم وأمهاتهم وهم بقوا على قيد الحياة وهؤلاء يوزعون لمن اراد أن يتبناهم.
وقال إن هذه مسؤولية أمام الله عن جوعهم وسفرهم وهلاكهم ولو أننا وفرنا لهم الأماكن الآمنة هل كانوا يغادرون.
وأشار في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إلى أن سكان أوروبا كانوا يعيشون في ظلام دامس وخرجوا من جاهلية القرون الوسطى إلى هذه الحضارة والقوة بعد أن أخذوا بالأسباب والوحدة هم يتحدون ونحن نزداد تفرقا كما أنهم هم يأخذون بأسباب العلم الحقيقي والشامل.
نحن بحاجة للوحدة
وأضاف “ما أحوجنا أن نعود بهذا المعنى الشامل وبهذا المعنى الجامع الذي يجمعنا بإخواننا المضطهدين المستضعفين حينما نراهم على حدود هذه المناطق.. فلتكن عودتنا عودة شاملة وليست للمساجد فقط رغم أهميتها فالمساجد تربينا حتى نكون متواصلين مع الناس (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
وقال إن المساجد يجب أن تربينا وتعلمنا كيف نعيش مع العالم وكيف تكون سلوكياتنا مع العالم.. وبشأن قضية الأقصى قال إن الصهاينة اليوم يفعلون أعمالا غربية الآن يمنعون المسلمين من دخول المسجد الأقصى ويفسحون المجال لليهود ولكن يبقى القدس قدسا إسلاميا ولن يقسم.
حياة الأمة
وقال فضيلته إن الله سبحانه وتعالى اراد لهذه الأمة أن تحيا حياة إسلامية دائمة لذلك يذكرها الله سبحانه وتعالى ويضع لهم هذه الفرص ليكونوا دائما قريبين منه سبحانه وتعالى وهذا القرب يجب أن يكون قربا حقيقيا وعودة حقيقية إلى الله تعالى ولا سيما في أيام المحن.
فقد بيّن الله أن الأمم السابقة ولا سيما اليهود ابتعدوا عن منهج الله سبحانه وتعالى والله يؤدبهم بتأديبيات شديدة ويبتليهم ليعودوا إلى الله العودة الحقيقية ولكنهم ما كانوا يفعلون، فبين الله ذلك فقال (أفلا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين) والعدد لا مفهوم له أي قد يكون أكثر من اثنتين ثم لا يتوبون أي لا يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى ولا إلى كتابهم ليعودوا إليه عودة حقيقية بل كانوا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض كما نفعله اليوم نعود إلى الشعائر ولا نعود إلى ما فرض الله علينا من الواجبات ومن ترك حظوظ النفس ومن الوحدة ومن كل ما يقتضيه النصر، (لا يتوبون ولا يذكرون) أي لا يتوبون.
بماذا اُكرم المسلمون؟
وقال إن الله أكرمنا بأمرين: الأمر الأول: الوحي الصحيح كأنه اليوم أنزل بأنه يجب أن تعودوا إلى هذا الوحي وإلى القرآن الكريم وتستفيدون منه سبب فرقتكم وخذلانكم وهزيمتكم وأسباب ما أصابكم من المصائب والشدائد، والأمر الثاني: هي نعمة التجارب ونعمة الحكم وقد أرسل الله رسوله إليهم ليعلمهم الكتاب والحكمة، والحكمة هي التجارب السابقة هي العقل السليم والفطرة السليمة.
وأعرب عن أمله في انتصار الأمة وعودتها هذه الأيام العودة الحقيقية الفعلية، وأن يكتب لهم النصر في سوريا واليمن والعراق ومصر وفي كل مكان بإذن الله تعالى وما ذلك على الله ببعيد.