أعلن الدكتور علي محيي الدين القره داغي بالندوة الشهرية لمناقشة قضية تهويد القدس وفلسطين، وأثرها على مستقبل القضية،  عزم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تنظيم ندوة علمية متخصصة حول القدس وفلسطين يشارك فيها خبراء وباحثون من الاتحاد بهدف الخروج باستراتيجية للمرحلة المقبلة في الدفاع عن القدس وفلسطين، وقال د. القره داغي: إن حوالي 70 % من بيانات الاتحاد العالمي التي صدرت، كانت خاصة بفلسطين، كما أن الاتحاد يضم لجنة مختصة في قضايا القدس والقضية الفلسطينية التي تحتل رأس أولويات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واشار د. القره داغي إلى أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، وهي تمثل أولى ندوات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في العام الجديد، مؤكداً أن كرامة الأمة لن تتحقق إلا إذا تحررت فلسطين التي تمثل المقياس والترمومتر الذي يمكن أن تقاس به قوة الأمة.

تهجير الفلسطينيين

وأوضح أن توحد الأمة ـ يوم توحدت ـ أثمر تحرير القدس في معركة حطين، عندما كانت محتلة من جانب الفرنجة، مشيرا إلى أن المشروع الصهيوني كان قائما على التهويد رغم أنهم لم يكونوا متدينين واستطاعوا أن يزرعوا هذه الجرثومة في قلب الأمة الإسلامية، وأعرب عن اعتقاده بأن تسمية المشروع بالتهويد هو تقليل منه، ولكنه مشروع يمثل استراتيجية بعيدة المدى حيث استطاع اليهود أن يجعلوا منها استراتيجية ليضموا كل قوى الشر وما يسمى اليمين المسيحي المتصهين، منوها إلى أنه منذ مؤتمر انابوليس تم بناء 27 ألف وحدة سكنية حول القدس الشريف، أي في أقل من سنتين، وأشار إلى أن استراتيجية التهويد بدأت بمحاولة مستميتة لتهجير الفلسطينيين من القدس ضمن المخطط الاستيطاني الذي يستهدف توسيع ما يسمى القدس شرقاً وضمها للقدس، فضلاً عن إثارة الرعب والخوف الدائم من خلال المسلحين والمدججين بالأسلحة، وبناء الجدار العازل، وقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، وبناء أنفاق، وتهويد التعليم وكل شيء، مؤكدا أن كل هذه المخططات لا يمكن مقاومتها إلا من خلال الجهاد والمقاومة.

الجماهير المسلمة

وقال: إنه عندما احتل القدس تخلى معظم الحكام عن القدس لكن الجماهير الإسلامية استطاعت ان تصنع القادة مثل صلاح الدين، لافتا إلى أن المقاومة في غزة وجنوب لبنان هي بمثابة إقامة الحجة على الأمة الإسلامية بالنظر إلى كون هذه الفئة الصغيرة استطاعت ان تصمد بالإيمان وبأسلحة بسيطة، وصبروا على الجوع ولم يركعوا إلا لله عز وجل.. هذه المقاومة لم تصنعها الحكومات، وإنما صنعتها القلوب التي آمنت بالجهاد وبنصر الله، وأشار إلى أن هذه المقاومة هي بداية المشروع الكامل، ومع مرور الزمن إذا استطاعنا أن نحرك الجماهير ونغير أنفسنا للمضي نحو الجهاد والتحرير، فإن القضية الفلسطينية تزداد عمقاً في قلوب المسلمين في كل الأمة الإسلامية، وأوضح أن الأمة الإسلامية مطالبة بالجهاد بالكلمة والقوى والسلاح والمال حيث إن وسائل الإعلام الناطقة بالحق سماها الله عز وجل “الجهاد الكبير”، مؤكداً أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما أساس المشكلة، وأن الأمة يجب أن تعتمد على نفسها وشرفائها الأحرار، وقال: إن قضية فلسطين على رأس أولويات الاتحاد العالمي لاتحاد العلماء المسلمين، وإن لدى الاتحاد لجنة متخصصة للقدس الشريف وفلسطين تابعة للأمانة العامة، لافتا إلى أن الاتحاد بصدد إعداد ندوة متخصصة هذا الشهر تضم مفكرين على كافة المستويات، حيث يصدر من خلالها كتاب جيد عن مشاريع اليهود، ومشروعنا الاستراتيجي لمناهضة هذا المشروع.

وقد شارك في هذه الندوة بالاضافة الى الشيخ القره داغي، كل من فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأستاذ منير شفيق منسق المؤتمر القومي الإسلامي، وكان من المقرر أن يشارك في الندوة كذلك الدكتور عزمي بشارة الكاتب والمفكر غير أنه اعتذر لظروف سفره. وتناولت الندوة التي أدارها الدكتور رفيق عبدالسلام 5 محاور، ناقش المحور الأول مشاريع اليهود في تهويد القدس وفلسطين، فيما تناول المحور الثاني آثار المشاريع التهويدية على القضية الفلسطينية سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً. وتناول المحور الثالث ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه مشاريع التهويد، فيما تناول المحور الرابع عمليات مقاومة المشاريع، وتناول المحور الخامس العقبات والمبشرات في مقاومة التهويد.