كتب – عبدالحميد غانم:

    د.القره داغي: نسعى لإعداد 110 دعاة دائمين للعمل في إفريقيا

    العلوي: نسعى لكفالة 2000 داعية.. ودورة شرعية للمهتدين

    د.الصيرفي: إفريقيا تشهد حملات تنصير مكثفة

أطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مشروع “الدعوة والتعريف بالإسلام في إفريقيا”.

جاء الإعلان عن هذا المشروع في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد بالدوحة أمس تحدّث فيه أمينه العام فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي ومديره التنفيذى رشيد العلوي وفضيلة الشيخ مصطفى الصيرفي عضو الاتحاد.

وفي مستهل المؤتمر الصحفي توجّه الدكتور القره داغي بوافر الشكر والامتنان إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد والحكومة والشعب القطري لدعمهم للعمل الخيري وتوفير جميع التسهيلات لعمل الاتحاد، مستشهدًا في هذا الصدد بالحديث النبوي الشريف “الدال على الخير كفاعله”.

ونوّه فضيلته بأن اختيار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إفريقيا للعمل الدعوي والتعريف بالإسلام يجيء من كونها تعاني الفقر والتخلف والأمراض وتعصف بمعظم دولها المشاكل السياسية والاضطرابات.. مشيرًا في هذا السياق إلى أن المؤسسات التنصيرية استغلت هذه الأجواء لنشر دعوتها وعقيدتها الخاصة بها هناك.

وأوضح أن الاتحاد يؤمن بحرية الإنسان وأنه لا إكراه في الدين لكنه يقف ضد استغلال الحاجة والقضايا الإنسانية لفرض عقيدة بعينها.

وأكد اهتمام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقضايا الدعوية والتعريف بالإسلام في إفريقيا ونيته عقد مؤتمر لعلماء القارة لوضع خطة استراتيجية في هذا الصدد.. لافتًا إلى أن الاتحاد بمساعدة أهل الخير، يطمح فى إعداد 110 دعاة دائمين للعمل الدعوي في إفريقيا وفق الأسس الإسلامية ولحضّ الناس على تجنب الصراعات المذهبية وغيرها ليكون الاتحاد بذلك عنصرًا مهمًا لخدمة إفريقيا والمحافظة على مسلميها وحتى لا تستغل حاجات الأفارقة المحلية لأغراض أخرى.

ودعا الدكتور القره داغي الخيّرين والمحسنين لمساعدة الاتحاد في كفالة هؤلاء الدعاة الذين قال إنهم سيعملون فى مقابل 700 ألف مُنصِّر في إفريقيا يبذلون كل جهد من بناء مستشفيات ومدارس من أجل فرض عقيدتهم.

وشدّد على أن الاتحاد سيتّبع في عمله الدعوي الإسلامي في إفريقيا الحكمة والموعظة الحسنة والتبصير والجدال بالتي هي أحسن والرشد والإصلاح لما فيه مصلحة الإنسان.

ورأى أن مشاكل الفقر والجوع والصراعات والحروب الطائفية والسياسية والتمييز التي تعاني منها إفريقيا ليست ذاتية بل فرضها الاستعمار. وقال إن ما يُصرف على السلاح في القارة يساوي 10 أضعاف احتياجاتها الأساسية. وأشار إلى أن الحروب بين الدول والقبائل في إفريقيا زادت على 300 حرب خلال القرن العشرين.

ودعا الأمة الإسلامية حكامًا ومحكومين إلى الالتفات إلى إخوانهم المسلمين في إفريقيا وغيرها وتقديم الدعم اللازم لهم في كافة المجالات التي يحتاجونها.

وقال المهندس رشيد العلوي المدير التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المؤتمر الصحفي إن المرحلة الأولى من مشروع الاتحاد الخاص بالدعوة والتعريف بالإسلام في إفريقيا ستركز على مجموعة من المشاريع ستنطلق قريبًا.

وأوضح أن لدى الاتحاد مشروعًا يعنى بكفالة دعاة متميزين للتعريف بالإسلام في إفريقيا.. مشيرًا إلى أن الداعية يُعتبر حجر الزاوية في العمل الدعوي كله “ومن أجل ذلك فإن الخطة الدعوية للاتّحاد تقوم على العناية بالداعية تكوينًا وتدريبًا وتطويرًا”.

وقال: إنه فى هذا السياق يولي الاتحاد عناية خاصة بالدعاة المحلّيين العاملين في مناطق المهتدين الجدد والذين يتحملون المشاق ويكابدون الظروف الصعبة لنشر الإسلام بين بني جلدتهم، وسنعمل جاهدين على سد الفجوات المعرفية والتربوية لديهم وإعدادهم علميًا ودعويًا حتى يكونوا مؤثرين في أوساط المدعوين، قادرين على مواجهة الشبهات والتحديات التي يتعرّضون لها، إذ هم الأحرص على أهلهم والأعرف بالواقع، والأقدر على بذل الجهد المطلوب لتحقيق الإنجاز بتكلفة أقل وبنتائج وجودة أحسن”.

وبيّن أن خطة الاتّحاد في هذا الصدد تقوم على الإشراف والتأهيل والتدريب والمتابعة الدقيقة المستمرة من قبل مشرفين مؤهلين، يسهرون على إنجاح العمل الدعوي في المناطق المستهدفة مقابل كفالات تضمن لهم التفرّغ للأعمال الدعوية.

وأضاف: نحن فى هذه المرحلة الأولية من برنامج الدعوة والتعريف بالإسلام نسعى لكفالة 2000 داعية، ما بين داعية متجول، وداعية محفظ، وداعية معلم، وداعية مشرف. كما نهدف من خلال “مشروع جهّز داعية” إلى تزويد هؤلاء الدعاة بما يحتاجونه لنجاح مهماتهم من مراجع علمية (مكتبة الداعية)، ووسيلة مواصلات (راحلة الداعية)، وعُدة السفر(زاد الداعية). وبيّن أن تكاليف الدورة الشرعية الواحدة لتأهيل دعاة المستقبل تصل إلى حوالي 24 ألف ريال قطري.

ونوّه إلى أن الاتحاد سينسّق مع الجمعيات المحلية في إفريقيا والمعاهد الشرعية التي أنشأتها الجمعيات الخيرية هناك لتعليم وتدريب المهتدين الجدد وتخريج دعاة من أبناء القبائل.

وقال: إن أنواع الكفالات التي حدّدها الاتحاد للدعاة هي كفالة داعية متجوّل والذي يجتهد في التنقل بين القرى والأرياف لدعوة الناس إلى الإسلام ونشره بينهم، وينظّم عملية إشهار المهتدين الجدد إسلامهم مما يتطلّب تزويده بوسيلة مواصلات بسيطة (راحلة الداعية) حتى يتمكن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأهالي والقرى.

أما الداعية المعلّم، فيكون مستقرًا بالقرية التي يهتدي أهلها إلى الإسلام، أو بقرية محورية تشرف على عدد من القرى المتجاورة، يعلمهم مبادئ الإسلام وأحكامه، ويحفظهم ما تيسر من القرآن الكريم والأذكار المأثورة والسيرة النبوية الشريفة، ويسهرعلى تثبيتهم على الإسلام فى مواجهة الشبهات والفتن والضغوط .

وقال إن الداعية المحفظ سيتم اختياره من أمثل حملة القرآن، ليتولّى تحفيظ أطفال المسلمين والمهتدين الجدد، ويفضل أن يكون إمام مسجد الحي أو القرية، حتى يستمر عطاؤه ونقل خبرته إلى طلاّبه من أبناء قريته أو القرى الأخرى.. في حين أن الداعية المشرف، هو داعية ذو تجربة وخبرة بالإضافة إلى أهليّته العلمية. وهو يتولى إدارة عمل الدعاة ومتابعة نشاطاتهم وبرامجهم، ويكون مرجعًا لهم لحل الإشكالات التى تلاقيهم أثناء عملهم ويحرص بشكل خاّص على سلاسة العلاقة مع الوجهاء والسلطات السياسية والإدارية لتأمين البيئة المسالمة والدعاة.

وأشار العلوي إلى أن الاتحاد يهتم أيضًا بعقد دورات تدريبية للارتقاء بالداعية وتزويده بما يحتاجه من العلوم الشرعية والتقنيات الإدارية والأساليب التربوية لسد الفجوات المعرفية والعملية للدعاة المحلّيين وتهيئتهم للدور الكبير المنوط بهم في تبليغ دين لله بالكلمة الطيبة والحكمة الرشيدة. وقال إنه ليكون الداعية مؤثرًا في أوساط المدعوين يجب أن يحصن بالعلم والأخلاق، ولكي يتغلب على التحديات الميدانية يجب أن يمتلك الوعي والخبرة والمهارة.

ومن أهداف الدورة إعداد الدعاة علميًا وفكريًا وتربويًا لدعوة غير المسلمين ونشر الوعي بين المسلمين وتأهيل أعداد كبيرة منهم تتناسب مع الأعداد المتزايدة التي تعتنق الإسلام وتأهيل خريجي الخلاوي القرآنية والمدارس الأهلية من الفقهاء وحفظة القرآن الكريم لتوظيف طاقاتهم وخبراتهم فى الدعوة إلى الله ومقاومة المظاهر الدخيلة المنتشرة بين المسلمين وذلك بتكوين دعاة فاعلين يشرفون على تفعيل دور المساجد بإقامة مختلف الأنشطة الدينية من دروس وعظية وتوجيهية وإرشادية وحماية أجيال الشباب من المسلمين المهمشين والمهتدين الجدد بنشر التعليم ودمجهم فى الأنشطة الاجتماعية الخيرية والتطوعية.

كما سيتم عقد دورة شرعية للمهتدين وذلك لما تمثله مرحلة ما بعد إشهار الإسلام من أهمية قصوى في حياة المسلم الجديد، الذي لم يتعوّد بعد على الحياة في ظل الإسلام بما تحمله من التزامات مما يجعل لزامًا على الاتحاد أن يضع هؤلاء المهتدين نصب أعينه بتعليمهم العلوم الشرعية والفقهية إلى جانب تحفيظهم سورًا من القرآن الكريم بهدف إعداد الفرد الصالح الذي يؤمن بقيم الإسلام وتعاليمه ويتمسك بها.

وتشمل أهداف الدورة تعليم المهتدين الجدد أمور دينهم وتثقيفهم فقهيًا وشرعيًا بمنهج الإسلام الصحيح ورعايتهم اجتماعيًا ونفسيًا وتقويم سلوكهم على النحو الأمثل وتنمية الوازع الديني في نفوسهم وترسيخ القيم الروحية في مجتمعاتهم ودمج المهتدين وتفاعلهم مع إخوانهم السابقين في الإسلام، وكيفية التعامل مع أسرهم التي لم تهتدِ إلى الإسلام وتزويدهم بأحكام الفقه الإسلامي ليتمكنوا من الممارسة الصحيحة للعبادة ويميّزوا بين الحلال والحرام وتعريفهم بالسيرة النبوية العطرة.

كما تستهدف تأهيل المهتدين الجدد للعمل كدعاة بالمستقبل ودعوة غير المسلمين للإسلام، علمًا أن المواد الدراسية تشمل المبادئ الأساسية للإسلام (معنى الشهادتين – أركان الإسلام – أركان الإيمان – التوحيد بأقسامه) وما يناقض عقيدة التوحيد وفقه العبادات لبيان القدر المفروض من العبادة: الطهارة بأنواعها، أحكام الغسل، أحكام الوضوء ونواقضه، شروط الصلاة بجانب تحفيظهم عددًا من السور القصيرة التي يؤدون بها الصلاة، وتحفيظهم بعض الأذكار اليومية والسيرة النبوية الشريفة، والأخلاق الإسلامية بالإضافة إلى الجانب التطبيقي لكل ذلك، علمًا أن الدورة الشرعية الواحدة للمهتدين الجدد لمدة أسبوعين تكلف ثلاثين ألفًا ومائتين وخمسة وعشرين ريالاً قطريًا.

وينظم الاتحاد في نطاق هذا المشروع قوافل دعوية في شتى أنحاء إفريقيا مع الاستفادة من الإذاعات المحلية وباللغات المحلية للتعريف بالإسلام وإقامة مؤتمرات إقليمية للدعاة فى إفريقيا.

من جانبه عبّر الداعية الإسلامي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور مصطفى الصيرفي في المؤتمر الصحفي عن الأسف لحملات التنصير المكثفة التي تشهدها إفريقيا في الوقت الذي لا تقدم فيه الدول الإسلامية شيئًا يذكر في مقابل ذلك.

ودعا إلى تضمين الخطة الاستراتيجية للاتحاد في هذا الصدد كافة الجوانب التي من شأنها مواجهة المد التنصيري في إفريقيا.