الدوحة — الشرق
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى التنبه لخطر الإعلام المضلل، وشدد على وحدة الأمة واتحادها بما يحقق الخير لها،
وقال في خطبة الجمعة إن من أخطر ما نهى الله تعالى المسلم عنه كل ما يؤدي إلى الفتنة، حتى جعل الفتنة أشد وأكبر من القتل، لأن الفتنة تؤدي إلى مصائب كبيرة جداً، ومعظم مصادر الفتنة بين هذه الأمة هي الإشاعات الكاذبة، والتلفيقات المغرضة، ثم تعطى للإعلام المضلل الذي يعتبر أسوأ من سحرة فرعون.
وقال إن الإعلام المضلل اليوم وصل إلى مرحلة خطيرة جداً، حتى حين نفت قطر تلك الإشاعات الكاذبة في كل وسائلها لم يرعوِ الإعلام المضلل، بل ما يزال يردد تلك الإشاعات، وما يزال يستأجر المرتزقة للترويج لهذه الشائعة.
وأضاف " إن الله تعالى حرم الإشاعة فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
وقال في خطبة الجمعة امس في جامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب:
إن الإسلام علمنا كيف نتصرف فيما لو جاءنا نبأ من قبل أي أحد، حيث يجب على المسلم ألا يقبله دون تثبت أو تبين، لأن الحكم دون التثبت وقبول الأمر دون تبيان يحدث بلبلة بين المجتمع، ويوقع المجتمع في الندامة.
محاذير ضرورية
وقال فضيلته إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم التحدث بكل ما يسمع المرء، واعتبر ذلك إثماً، حيث قال: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"، كما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الخوض في أعراض الناس وصفاتهم من الغيبة، وعدّ أن المتحدث بصفات غير موجودة ولا أصل لها بهتاناً.
وأضاف " بين القرآن الكريم أن الذين يخوضون في الشائعات ويرجفون بها في الناس، هم المنافقون، أما المسلمون فإنهم يردون الأمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أهل الاستنباط ليتحققوا منه ويبينوا غث الخبر، وليحذروا الأمة من الترويج والوقوع فيها، قال تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }.
فالواجب على المسلم إذا سمع بإشاعة أن يقوم الآتي: إرجاء الأمر لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وإلى أهل الاختصاص. أن يكف عن الإشاعة فلا يكون مروجاً لها من حيث لا يدري.. ودعا إلى التفكر في مآل الإشاعة وآثارها على الأمة، وليعلم أنه لا يذيعها إلا فاسق، قال تعالى:{ لولَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }.
من أول المستفيدين من الإشاعات؟
وزاد القول " وليعلم الجميع انه لا يستفيد من هذه الإشاعات إلا أعداء الأمة، ولا يبغون من وراء ذلك إلا تمزيق جسد الأمة، حتى يسهل لهم التحكم في ثرواتها وخيراتها، وحتى يسهل عليهم القضاء على الأمة وثوابتها، ولقد فعلوا ذلك أيام الخلافة العثمانية، حين استخدموا العرب والمسلمين لإسقاطها تحت مسمى محاربة القومية الطورانية وإقامة القوميات العربية.