ذكريات رمضانية .. القرة داغي: إفطار القرية من أجمل ذكرياتي مع رمضان

أكد الأستاذ الدكتور على محيي الدين القرة داغي أستاذ ورئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة- جامعة قطر- سابقاً و نائب رئيس مجلس إدارة موقع إسلام أون لاين، في حديثه عن ذكرياته مع رمضان أن الآباء والأبناء كانوا يصلون صلاة التراويح بخشوع شديد ويجلسون جلسة خفيفة بعدها ثم ينامون ويستيقظون جميعا قبل الفجر بساعتين لأداء صلاة التهجد وتناول السحور، أما في العشر الأواخر فكانوا يحيون الليل بالصلاة والذكر وقراءة القران إلى صلاة الفجر ثم ينامون بعد صلاة الفجر ويستيقظون لممارسة عملهم في الحقول والزراعة، ولم يكن هناك أجازات مثل ما هو عليه الآن.

وقال القرة داغى عن ذكرياته مع رمضان عبر برنامج “هكذا كانوا في رمضان” الذي يعرضه موقع الفقه الإسلامي ، أن الصدقة عند الآباء في الماضي كانت لها منزلة خاصة رغم ضيق العيش الذي كان يعيشونه فكانوا لا يتركون فقيرا إلا ويعطونه طعاما، وكان هناك إفطار جماعي في المسجد، وكان الرجل إذا ذبح شاه أو دجاجة أرسل لجيرانه منها فكان الفقير عنده من الطعام أكثر من الغنى نظرا لأن كل الأغنياء يرسلون إليه الطعام.

وتحدث داغى عن ذكرى أخرى من الذكريات الرمضانية المحببة إليه وهى الإفطارات الجماعية قائلا إنه كان هناك إفطار جماعي يومي الاثنين والخميس فكان الرجل منا يأتي بكل ما أعدت زوجته من الطعام في هذا اليوم ويفرش مائدة ويأتي كل أهل القرية للإفطار جميعا، وكان يوجد أكثر من عشرين صنفا من الأكل، وكان الأطفال يفرحون بذلك اليوم لتنوع الطعام فيه، وكان هذا اليوم يساعد على تقوية روابط الأخوة والصلة بين المسلمين.

وأوضح داغى أنهم كانوا يهتمون بقراءة القران الكريم فكانوا يقرؤون من بعد العصر إلى أذان المغرب وكان الذي لا يستطيع القراءة كان يجلس يذكر الله ويستغفر وكانوا يستيقظون قبل السحور بساعتين، ساعة لقراءة القران وقيام الليل والأخرى للسحور، وكان الأطفال يحملون الفوانيس وهم ذاهبون المساجد مرددين: مرحبا برمضان مرحبا برمضان.

وفى ظلال الحديث النبوي: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر” قال القرة داغى إن الحديث يحمل تفسيرا جميلا رائعا حول معنى الاحتساب و الإخلاص والحسبة والفرح، مضيفا أن الإنسان يقدم على الصيام وهو مشتاق كمن يقبل على الصلاة وهو مرتاح نفسيا لأدائها، مشيرا إلى أن الناس في الماضي كانوا يقبلون على شهر رمضان بحب وشوق واستعداد لفعل الخيرات رغم ما كانوا يعانونه من إرهاق وتعب في فترة العمل فى الزراعة، مرحبين بشهر الخير والبركات.