كما تعرفون فانه يعيش في روسيا الاتحادية أكثر من 20 مليون مسلم. ومما يثير الاهتمام هو أنهم لا يشكلون جالية، أو تجمع مهاجرين، أو من الوافدين من بلدان أخرى كما هو الحال في الدول الأوربية، بل هم مواطنون أصليون يعيشون منذ مئات السنين ويرتبطون بتاريخها على مدى قرون، ومكون أساس من مكوِنات المجتمع الروسي، وينتشرون في جميع أنحاء البلاد، ويشكلون أغلبية في بعض جمهورياتها. وقد ضمن الدستور الروسي حقوقهم في ممارسة شعائرهم على المستويات كافة. وبعد سعي القيادة الروسية لربط المسلمين الروس بالعالم الاسلامي، والتي أكدت لهم أنهم جزء لا يتجزأ منه، أصبحت عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي.
وفي أكثر من مرة دعوتم المسلمين في روسيا إلى الاندماج في مجتمعهم العلماني، والتعايش معه تعايشًا واعيًا، وخاصة أن حقوقهم وحرياتهم محترمة في أداء الشعائر والعبادات ونحوها، وأن عليهم أن يقابلوا ذلك باحترام القوانين وحقوق الدولة، ما دامت لا تتعارض مع النصوص الشرعية الصحيحة والصريحة، وأن يكونوا نموذجًا للنظام والانضباط والنظافة والجمال.
وقد أفتيتم -عموما- أنه يجوز المشاركة مع إخواننا في المواطنة من غير المسلمين، في أعيادهم بالفرح والسرور وبالتهنئة العادية، من باب البر الذي أمر الله تعالى به في كتابه العزيز : ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) [الممتحنة: 8].
هل يمكن للمسلمين في روسيا التفاعل مع الأعياد العلمانية كعيد رأس السنة ، وكيف عليهم التصرف في هذه الحالات، حتى يستطيعوا الاندماج في محيطهم ويكونوا إيجابيين فعالين غير متقوقعين على ذاتهم ؟
بانتظار ردكم الكريم