بدأ فضيلة الأمين العام كلمته، في مؤتمر إطلاق القافلة الخامسة لنبض الحياة  لنجدة الشعب السوري في تركيا ، بعد الحمد لله تعالى :

 إنني شخصياً أخجل من أن نعقد مؤتمرنا هذا في ظل الأجواء الدافئة، وإخواننا في سوريا يتجمد ويموت منهم يومياً بسبب الثلوج، والبرد الشديد، والمجاعة، وعدم وجود الغذاء، والدواء، والتدفئة، لذلك أطلب من منظمي المؤتمر أن نذهب إلى الداخل لنعيش معهم، ولنحسّ ببردهم وجوعهم، ونحسّهم بأننا معهم.

أيها الإخوة والأخوات

الإسلام ليس مجرد شعارات، وإنما يجب أن تتجسد حقائق الإسلام حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )، فوالله لو كان المسلمون، حكاما ومحكومين، أحسّوا هذا الإحساس، كما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم، لما أستمرت مأساة إخواننا السوريين كل هذه المدة.

 لذلك نحن جميعاً مسؤولون أمام الله تعالى، عن كل طفل، أو شيخ كبير ، أو امرأة ، يموت بسبب الثلج، والبرد والمجاعة، وقد ورد في حديث ثابت ” أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله”

فكيف تكون المسؤولية عندما يموت العشرات منهم أمام مسمع ومرأى العالم كله؟!

ولي في هذا المقام عدة رسائل موجزة:

الرسالة الأولى: رسالة تقدير وإعجاب ودعاء، واحترام، للشعب السوري الصامد على صموده، على الرغم من كل ما يعاني منه، من القتل والتهجير، والتدمير إلى الموت بالجوع والثلج والبرد، حتى صبروا صبراً عظيماً فكأن الآية نزلت فيهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

وهنا بعد التحية لهم أود أن أؤكد ببشرى القران الكريم لهم بالنصر المبين، وبهلاك الظلمة والطواغيت، فالنصوص الشرعية في هذا المجال لا تقدر ولا تحصى.

وشاء الله تعالى أن يكون شعارهم منذ البداية “ما لنا غيرك يا الله” فهذا اللجوء الصادق، وتفويض الأمور كلها إلى الله تعالى، يحمل في طياته البشرى نفسه (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) .

   

الرسالة الثانية: رسالة موجهة إلى المسلمين، حكاما ومحكومين، فنحن هنا نشكر كل من ساهم ولو بجهد بسيط، ولكن هذا لا يكفي، أليس من العار أن يموت من هذا الشعب الطيب كل يوم عشرات بسبب البردة والثلج، والجوع، وقلة الغذاء والدواء، في ظل الأموال المكدسة  للعرب والمسلمين؟!

 حتى إنني حسبت الزكاة لأموال العرب والمسلمين، حسب ما اطلعت عليها، بلغت حوالي 300 مليار دولار سنوياً، فأين يذهب هذه الأموال الزكوية فقط، مع أنها هي أقل الواجب على المسلم، فالله تعالى جعل درجات المؤمنين في الجنة مرتبطة بمقدار ما يدفعه المسلم من الأموال، ففي سورة المعارج يكون دخول الجنة مرتبطاً بدفع الزكاة بعد الإيمان ومقتضياته، وفي سورة الذاريات ربط بين الدخول في الجنات والعيون بدفع الحق المطلق من المال دون التقيد بالزكاة وأما جنة الفردوس فمرتبطة بقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)

الرسالة الثالثة: إلى الشعوب الحرة في العالم أجمع، نوجه رسالة إلى ضمائركم، ألم تهتز لحرب استمرت حوالي خمس سنوات؟ أكلت الأخضر واليابس، قتل فيها 300 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وجُرج فيها مئات الآلاف، وشرد فيها حوالي 9 ملايين في الداخل والخارج.

جمعتم العالم كله لأجل مقتل عدد محدود، ونحن شاركنا معكم الإدانة، وهلا لا تشاركونا في مأساتنا! وأنتم قادرون على منع هذه الجرائم، لماذا لم تفعلوا شيئاً أمام استعمال النظام كل الأسلحة المدمرة، بما فيها الغازات الكيمياوية، فأين تهديدات الرئيس الأمريكي أوباما للرئيس السوري بأن استعمالها خط أحمر.

وأخيراً رسالة  شكر خاصة لجميع المشاركين في هذه القافلة ومنظم هذه القافلة الدكتور بسام الضويحي الذي بذل جهداً عظيماً فجزاه الله خيراً

وشكر خاص لجميع وسائل الإعلام مثل الجزيرة، ونحوها، فأنتم عملكم جهاد كبير فقال تعالى (وجاهدهم به جهاداً كبيرا).