المبادئ العامة لترسيخ الأخوة الإيمانية، والمصالحة والصلح بين المسلمين في سورة الحجرات
وهي:
- عدم التقدم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع التقوى، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
- رعاية آداب التخاطب من حيث الأسلوب والصوت والمحتوى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ}.
- ضرورة التبيين والتثبت من الشائعات والأخبار، والخوف من آثار تصديقها، وبالتالي منعها داخل المجتمع الإسلامي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
- استشعار المسؤولية، وتفعيل الإيمان في تصورات الإنسان وتصرفاته، فيكون الإيمان والخير محبوباً وجميلاً في قلبه، ويكون الكفر والفسوق والعصيان مبغوضاً ومكروهاً، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.
- الالتزام بالرشد العقلي والعملي في جميع المواقف، والابتعاد عن الأهواء.
- وجوب الإصلاح بين المتخاصمين بالعدل، وفي حالة بغي أحدهما على الآخر لا بد أن يكون هناك قوة تمنع هذا الظلم، ودستور وقانون يُحتكم إليه، ثم إذا رجع الطرف الباغي إلى الحق فيجب تطبيق العدالة، ورفع المظالم عنه ــ إن وجدت ــ، ولا يجوز ظلمه؛ لأنه بغى، لأنه قد يكون تمرده أجل مطالبته بحقوقه، فقال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
- مبدأ العدل والقسط، وإزالة المظالم، وتثبيت الحقوق للجميع، فقال تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
- مبدأ الأخوة الإيمانية على أساس الحقوق المتقابلة، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
- مبدأ المساواة بين الأقوام والأجناس، وعدم الاستهانة أو التقليل من شأن قوم، أو جنس آخر، وضرورة احترام الأقوام والأجناس دون اللمز، والتنابز بالألقاب، وكل ما يؤذي مشاعرهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
- الابتعاد عن سوء الظن، والتجسس، والغيبة للأفراد والأقوام، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.
- مبدأ الأصل الواحد المشترك، وهو آدم، وآدم من تراب، وهذا ــــ لو آمنا به وطبقناه ــــ يذهب بكل عنصرية وعصبية وفخر وتعصب، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
- مبدأ أن التفاضل بالعمل الصالح النافع والقيم والأخلاق الراقية، والتقوى، فقال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
- مبدأ التسامح مع حديثي العهد بالإسلام، والتدرج بالتربية من الإسلام الظاهري بالتربية إلى الإيمان الحقيقي الفعال، فقال تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
- مواصفات الإيمان الكامل الصادق المؤثر، هي:
أ-الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ب-عدم الشك والريبة.
ج-بذل كل ما في الوسع في سبيل الله تعالى.
د-الإيمان بأن الغيب لله تعالى.
فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ*قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
- الإسلام أعظم نعمة يجب الشكر عليها، فقال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.
تلك خمسة عشر مبدأ لو تحققت لتحققت الأخوة الإيمانية، والتمكين والحضارة، والألفة والمودة، ولزالت العنصرية والكراهية والحقد، وأصبح الناس إخواناً متعايشين متعاونين على هذه الأرض الطيبة المباركة التي تسع الجميع.
والله الموفق