بدأت صباح أمس أعمال ندوة تطور العلوم الفقهية تحت عنوان “النظرية الفقهية والنظام الفقهي”برعاية معالي الشيخ عبد الملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل والتي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمشاركة عربية وإسلامية واسعة وتستمر حتى 10 أبريل الجاري. وقدّم الدكتور علي محي الدين القره داغي  الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  ورقة بعنوان نظرية العقود في الإسلام” ، قال فيها: إنّ العقود في الأنظمة المالية هي العمود الفقري للنشاط التبادلي الذي يعد من أهم عناصر النشاط الاقتصادي، لذلك أولى لها الإسلام عناية قصوى من حيث الضبط والشروط والقيود التي تجعلها محققة للعدالة والمساواة بين العاقدين حسب طبيعة كل عقد بذاته.

وتناقش الندوة خلال أعمالها 60 ورقة عمل يقدمها 58 باحثاً، تبحث عدداً من المحاور منها نشأة الفقه الإسلامي، وظهور النظرية والنظام والذي يتحدث عن النسق التاريخي للفقه وتطوره ومراحله ومنشأ النظرية والنظام كمصطلح، ومدى تبلوره حتى وقتنا الراهن.

كما تبحث الندوة “التنظير والنظرية في المجالين الخاص والعام ونظرية الظروف الطارئة ونظرية الضرورة ونظرية الاحتياط الفقهي عند الأباضية ونظرية فقه الأولويات ونظرية المساواة ونظرية العقود والفقه وكتابات المستشرقين عن تاريخ الفقه وأصوله مقارنة بالباحثين المسلمين وغيرها من المحاور”.

ويشارك في أعمال الندوة عدد من العلماء من مصر، وسوريا، واليمن، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولبنان، والمملكة المغربية، وتونس، وتركيا، والجزائر، وليبيا، والسويد بالإضافة إلى السلطنة وأعضاء المجامع الفقهية والخبراء والباحثين، وطلاب العلم من مختلف المذاهب والمدارس الفقهية.

وتأتي هذه الندوة في نسختها الحادية عشرة لتبرز جهود العلماء في مفهوم النظرية الفقهية وتوحيد أطرها؛ نظراً لكثرة الجدل حول جدوى الفقه الإسلامي، ومدى قوّته وشموليته في مناقشة مقتضيات حاجة المجتمع وتطوره والشبهات التي أثيرت حول النظرية الفقهية بأنّ الفقه الإسلامي مبعثر، ويعتمد على الجزئيات.

كما تأتي هذه الندوة من خلال عنوانها “النظرية الفقهية والنظام الفقهي” محاكاة لما يدور في الساحة الفكرية اليوم من تساؤلات حول “النظرية الفقهية.. التأصيل والنتائج” وما ينتشر في ردهات المجالس الفكرية والمجامع العلمية والحقول الثقافية حول مدى دقة النظام الفقهي وقدرته على استيعاب مجريات الأحداث الإنسانية وتأطيره لقضايا المجتمعات ووقوفه بحزم أمام مختلف التيارات التي تعصف بالمجتمع الانساني بين الفينة والأخرى.

وتناولت الندوة أمس في يومها الأول محورين جاء الأول تحت عنوان:” نشأة الفقه الإسلامي وظهور النظرية والنظام” حيث قدم معالي الدكتور علي جمعة ورقة عمل حول ” أصول الفقه والنظريات الفقهية ” وجاء المحور الثاني خلال أعمال اليوم الاول للندوة تحت عنوان / فقه النظرية في المجال العام / حيث قدم الاستاذ الدكتور فرحات الجعبيري ورقة بعنوان / نظرية في فقه الاوليات / .. وقدم الاستاذ الدكتور أحمد هندي ورقة حول / الاجتهاد الاجرائي في الفقه الاسلامي / .

وجاءت الورقة الثالثة بعنوان / نظرية المساواة في الفقه الاسلامي / قدمها الاستاذ الدكتور أحمد الخمليشي .. فيما قدم الاستاذ الدكتور برهام عطا الله ورقة حول نظرية العدالة والقانون الطبيعي / المنظور الاسلامي / وقدم الاستاذ الدكتور محمد كمال امام ورقة حول / نظرية التدرج التشريعي والقضائي في الفقه الاسلامي / .كما قدم الاستاذ الدكتور رضوان السيد ورقة عمل حول نظرية البغي ومفاهيم البغاة والسياسة الشرعية / قراءة ومراجعة / . بينما قدم الدكتور أحمد بن يحيى الكندي ورقة بعنوان / أحكام البغي من خلال كتابي المصنف بيان الشرع / .كما قدم الاستاذ الدكتور عبدالستار أبو غدة ورقة بعنوان / النظرية الاقتصادية في الاسلام