منهج الإسلام في علاج الأمراض العادية والمعدية
ـ دراسة فقهية طبية مقارنة ـ
ورقة مقدمة إلى المؤتمر العاشر لرابطة أطباء الأمراض الجلدية والتناسلية لدول مجلس التعاون الخليجي
بقلمأ. د . علي محي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
إن الإسلام ينطلق في مسألة العلاج والتداويوالجوانب الصحية بصورة عامة من منطلق أن الحفاظ على النفس والبدن والعقل والفكر من الضروريات الأساسية التي جاءت الشريعة لأجل الحفاظ عليها ، وحمايتها وتنميتها ،ولذلك أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالتداوي ، فقال : (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ)[1] وقوله تعالى : (وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ إِنَّٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)[2] ، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة أمرت بالتداوي مثل حديث أسامة بن شريك قال : (أتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه كأنما علىرؤوسهم الطير ، فسلمت ، ثم قعدت ، فجاء الأعراب من ههنا وههنا ، فقالوا : يا رسولالله أنتداوى ؟ فقال : تداووا فإن الله تعالى لم يضع داءً إلاّ وضع له دواء غير
داء واحد الهرم )[3] .
موقف الاسلام من الطب والمرض :
الاعجازالقرآني في مجال الإنسان والطب : فالإنسان في نظر الإسلام أعظم وأكرم وأشرف
مخلوق على وجه الأرض ، فقال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِىۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[4] ، وهو عجيب في تكونيه الجسماني ، وغريب في تكوينه الروحاني ، وفيه منالأسرار العظيمة ما لا تعدّ ولا تحصى حتى قال الشاعر :وتزعم أنك جرم صغيروفيك انطوى العالم الأكبر
ولذلك أمرنا الله تعالى بالنظر إلى أنفسنا فقالتعالى : (وَفِىۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ)