بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلالة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

اصحا ب الفضيلة والسماحة والسعادة

أيها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات

أحييكم بتحية الاسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأحمل اليكم تحيات ودعاء فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومجلس أمنائه، ومكتبه التنفيذي والامانة العامة، حيث يتشرف الاتحاد بالمشاركة لاعداد هذه المؤتمر، ودعوة عدد من اعضائه ولا يسعني في هذا المجال الا أن أتقدم بالشكر الجزيل والدعاء الخالص لفخامة الرئيس عبدالله واد حفظه الله ورعاه، الذي سنّ في عهد رئاسته لمنظمة المؤتمر الاسلامي سنة حسنة، وهو عقد مؤتمر اقليمي بل قاري للعلماء في افريقيا، ثم هذا المؤتمر الدولي لعلماء الامة بهذا المستوى العظيم من الحضور المتميز، وتميز الحضور  والشكر موصول للشعب السنغالي فجزاهم الله خيرا

وكذلك لا يسعنا الا ان نتقدم بالثناء ، والدعاء الخالص لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه على رعايته السامية لهذا المؤتمر، ودعمه المتواصل فجزاه الله خيرا.

كما اتقدم بالشكر والدعاء الخالص للجنة المنظمة، والمشرف العام معالي الوزير الاستاذ احمد بمبا انجاي، ولسماحة الشيخ حافظ النحوي وكل من ساهم في التنظيم والاستقبال، فجزاهم الله خيرا

اصحاب الفضيلة والسماحة

يجمعني بكم اخوة الاسلام ورحم العلم فكما قال الشاعر:

ان نختلف نسبايؤلف بيننا ادب اقمناه مقام الوالد

اويفترق مناالوصال فوردنا عذب تحدر من اناء واحد

يا علماء الامة

لا يخفى عليكم أن قدس هذه الامة وأرضها المباركة محتلة واحوال أمتنا الاسلامية ومشاكلها الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية التي تنتظر منكم الحلول من صيدلية الاسلام الذي جعله الله تعالى الشفاء لما في الصدور والقلوب والابدان.

فحقا ان اعظم نعمة علينا هو نعمة الاسلام، الدين الخالد الحيّ المتجدد الذي يمدّ الامة دائماً بالخير والرحمة والحياة فقال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ” أي لأنه يحي حياة طيبة كريمة عزيزة حرّة أبية بعيدة عن الذل والخنوع والنفاق وموت القلب والضمير.

ومن هنا فإن الامة الاسلامية – باعتبارها شخصية معنوية حية- تمر عليها مراحل الحياة من الضعف الى القوة ومن الطفولة الى الشباب، ثم الى الشيبة طردا وعكساً، بحسب ارتباطها بروحها المتمثلة بالاسلام. فالاسلام روح هذه الامة المتمثل بالقران الكريم وبيانه، وهو الروح والنور والحياة ،والسنة هي البيان والحكمة ،والاجتهاد وسيلة للتطوير وشاء الله تعالى أن يتم ربط الروح بالامة، وتحريكها وتفعيلها علي ايدي الرسل التي ختمت بالرسول الكريم، ثم على أيدي العلماء الربانيين الذي يعيشون للاسلام فهم ورثة الانبياء، لذلك أمرهم الله تعالى بالصدق والحق وعدم الخوف الا من الله تعالى فقال تعالى ” الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا” وعلى هذا تم العهد والميثاق

ومن هنا نرى – نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – أن العلماء يجب ان يكون مركزهم في جسد الامة مركز القلب من الجسد العادي الذي يضخ الدماء الزكية الطاهرة للرأس، ولجميع الاعضاء. وهكذا العلماء فيجب أن يكونوا ناصحين باخلاص وحكمة للرأس المتمثل بأولي الامر والمسؤولين السياسيين وناصحين ومربين لبقية الامة، وان يكونوا حلقة توصيل الخير فيما بين الجميع، وأن يحسوا بآلام الاعضاء والجسد والراس وآماله، فلا يجوز لهم الاعتزال عن الحياة كما لا يجوز لهم الانحياز الى الباطل أو الظلم مهما كان قوياً مدعوماً فقال تعالى “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ”

ومن الناحية الشرعية والتاريخية والتجريبية أن الصلاح والازدهار والحضارة والتقدم من خلال اصلاح الدين والعقيدة واصلاح النظام السياسي والتعليمي

ومن هنا يأتي دور العلماء بين الناس، في التسديد والترشيد، ولاسيما في ظل الثورات الشعبية السلمية التي قامت في مصر الحبيبة بشكل حضاري، وفي تونس واليمن وسورية، قامت بسبب الظلم والطغيان والدكتاتورية والاستبداد في بعض بلادنا العربية والاسلامية فاذا وجدت هذه المظالم فإن تغيير المنكر مشروع وبخاصة بالوسائل السلمية فهؤلاء العسكريون اتوا على اساس انقلابات عسكرية من الخمسينيات والستينيات لثلاثة أمور حسب عهودهم

1-    تحرير فلسطين، فاذا بهم ضيعوا الباقي، فاحتل القدس الشريف، والضفة، والغزة، والجولان، والسيناء.

2-    القضاء على الفساد الذي كان موجوداً في السابق، فإذا الفساد انتشر اكثر ووصل الى النخاع

3-    رفاهية الشعوب وكرامتهم، فبدل الرفاهية قتلوا شعوبهم في حلبجة وحماه وفي مناطق أخرى، واذا بالفقر يزداد، والمجاعة تستوطن وتقتل.

ثم ازداد الطين بلة أن تحولت الجمهورية الى وراثة عضوض.

ويجب علينا نحن العلماء أن ندعم هذه الثورات ونقف معها، كما يجب علينا أن نسدد خطاها – بمدد من الله – ونرشدها حتى لا تسرف، ولا تحرف عن مسيرتها الاسلامية الطاهرة و نحن ضد التدخل الخارجي ولذلك نقول تجب على هذه الدول الاستجابة لمطالب جماهير الشعب قبل ان يتحول الامر الى فتنة، ومع الأسف الشديد هؤلاء هم السبب عن كل ما يجري لهذه الامة

وفي الختام أدعو باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يكون هناك توصيات بالتنديد بالجرائم التي ترتكب بحق  الشعب الفلسطيني  فيفي غزة والضفة و القدس الشريف خاصة، وكذلك الجرائم التي ترتكب في سوريا، وليبيا، واليمن، وأن يكون للعلماء صوتهم المسموع في دعم الثورات المنتظرة والتي في طريقها الى الانتصار. فنحن نتفاءل بهذه الصحوة الحرة لهذه الامة

كما أطالب المؤتمر بأن يناقش بكل جدية مشاكل الامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فليكن لنا دور في تحرير القدس والارض المباركة وخطوات عملية في ايجاد حلول للشباب وللبطالة والتضخم، ولكيفية الحكم الرشيد ولمشكلة الامية والجهل والتخلف، والتفرق وخطورة اثارة الطائفية. فلنعش نحن العلماء قضايا امتنا ولنكن قلب الامة النابض.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته