تتسابقت مختلف الفضائيات ومنذ شهر للاعلان عن سيل من المسلسلات والبرامج والفوازير والمنوعات التي سوف تعرضها خلال أيام شهر رمضان الكريم المقبل.
وعلى مدار ساعات الليل والنهار حرصت هذه القنوات على عرض بعض المشاهد للاعمال الدرامية التي سوف تذيعها في رمضان وقد احتوت هذه المشاهد على الكثير من سلوكيات الاسفاف والعري وهو الامر الذي لا يتفق أبدا مع جوهر الشهر الكريم وروحانياته باعتباره محطة سنوية لتطهير النفوس وتصفية القلوب من كل الآثام.
ويؤكد د. علي محيي الدين القره داغي أن المسلمين مطالبون بعدة امور حتى يستعيدوا هيبة رمضان ويجعلوا منه منهجاً لاستعادة مجد أمتهم من جديد أهمها أن نصوم رمضان كما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرعيل الأول فصامت أعضاؤهم جميعاً عن المحرمات وتحركت فيهم دواعي التغير، وتفاعلت معهم مقاصد الشرعية من الصيام.
ويقول د. القره داغي: لو نظرنا إلى أمتنا الاسلامية لوجدنا أن أكبر التحديات والمشكلات الداخلية تعود إلى الفرقة والخلافات والنزاعات وإلى النفوس السيئة الضعيفة فالصوم الحقيقي هو أحسن وسيلة لعلاج هذه النفوس، وأن الصفاء الروحي إذا عمّ لقضى على أسباب الفرقة والخلاف وأما التحديات والمشكلات الخارجية فتكمن في ضعفنا وفي قبولنا لشروط وإملاءات أعدائنا، وفي التخويف بالاقتصاد، وقد قلنا: ان أهم شيء في الصيام هو التحدي الاقتصادي. ودائماً أنا أقول في خطبي ومحاضراتي: إن الشياطين ومردة الجن يصفدون في شهر رمضان ولكن إخوانهم من شياطين الانس يحلون محلهم حيث يعدون لافساد هذا الشهر احد عشر شهراً من العمل المستمر خلال المسلسلات السيئة والأفلام الماجنة فيحولون شهر الصفاء إلى شهر ارتكاب المحظورات.
ويحذر د. القره داغي الصائمين والصائمات من الوقوع في هذه الآثام وفي جو بعيد عن جو الصيام الحقيقي. علماً بأن هناك بعض المسلسلات الهادفة ولكنها قليلة إلى الآن مع الأسف الشديد وهذا يبقى مسؤولية كبرى على الاعلاميين والمسؤولين عن الاعلام عن منع الاعلام المدمر والاتيان بالبديل الجيد النافع في كل مجالات الاعلام.
(مقتبس من جريدة الوطن)