صلاح القلب وعلاج أمراضه
تحدثنا في الخطبة السابقة عن أهمية الإصلاح، وأن أمتنا لا يمكن أن تعود لها عزتها ولا كرامتها ولا وحدتها ولا قوتها إلا إذا قامت الأمة بإصلاح نفسها وداخلها وأنظمتها، فإذا تم الإصلاح ملت الخيرات وتوالت البركات.
الإصلاح الروحي
إن الأمم ــ حسب سنن الله تعالى ـــ يصيبها الضعف والفشل والتنازع، فإذا استمرت على هذه الحالات أدت بها إلى الانتهاء، وتجدد امة أخرى لتحل محلها {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، وهذا هو المشاهد من خلال قراءة تاريخ الأمم السابقة، مثل الرومانية والإغريقية والفارسية والساسانية، حيث كانت ترفل في القوة، ثم تنازعت فأصابها الوهن، ثم أصبحت في التاريخ كأنها لم تكن بالأمس، وانتهت.
الظلم
إذا تدبرنا القرآن الكريم وآياته بدقة وتفهم وجدنا أنه لا يوجد في القرآن الكريم شيء أشد خطراً، وأعظم ضرراً وأثراً من الظلم، حتى إن الله تعالى جعله مرجعية الشرك على الرغم من خطورة الشرك {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.