نشر الأفكار المتطرفة باسم الإسلام تشويه للدين
نصف مسلمي العالم اعتنقوا الإسلام بالدعوة وليس الحرب
الغزوات الإسلامية كانت لمقاومة الطغاة أعداء الإسلام
الدوحة – الراية:
أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن قتل الناس باسم الإسلام ليس من الإسلام بشيء.. مشددا على أن الإسلام رسالته العدل والرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). وقال، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: ما نلاحظه الآن من قيام الكثير من الشباب بتبني الأفكار المتطرفة ونشرها باسم الإسلام هن محاولة لتشويه الإسلام.
وأشار خطيب الجمعة إلى أن الأفكار المتطرفة هي سبب الحرب على الإسلام والأمة الإسلامية وانتشار ما يسمى بـ «الإسلاموفوبيا».. داعيا الله أن يرد هذه الأمة إلى ثوابتها وقيمها العالمية والإنسانية الجميلة والعظيمة وأفكارها التي سادت بها العالم.
واستشهد فضيلته على عظمة الدين الإسلامي ورسالته السمحة بأن أكثر من نصف العالم الإسلامي دخلوا الإسلام عن طريق الدعوة وليس عن طريق الحرب (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وهذا هو منهج الإسلام في قضية التعايش، ومع الأسف الشديد أنشئت عصبة الأمم من قبل المستعمرين الذين جاؤوا بعكس ما أراده القرآن الكريم من حيث التعايش والسلم والعدالة الاجتماعية والسلم الدولي فلذلك لم تكن نشأتها عادلة وكانت سببا في حدوث الحروب العالمية الأولى والثانية والتي أكلت الأخضر واليابس ثم قامت دول الحلفاء الخمس بإنشاء الأمم المتحدة عام 1945 ولذلك أعطوا لأنفسهم حق النقض (الفيتو)، حيث إن دولة واحدة تساوي كل العالم ولو أجمع جميع من في العالم على أمر ورفضه ممثل إحدى هذه الدول الخمس لا يتم الأمر، لذلك لا يمكن أن تتحقق العدالة ولا السلام بظلم، بالإضافة إلى ما يسمى بالديمقراطية الأكثرية وهذا يؤدي إلى ظلم الأقلية، حيث إن قضايانا في العالم الإسلامي عادلة كقضية فلسطين وقضية الحصار وغيرها من القضايا ولكن ليس هناك صوت مؤيد من دول الفيتو، فلو كان للأمة الإسلامية قوة لما كانت للمسلمين فقط بل للعالم أجمع، حيث ذكر الله تعالى في سورة البقرة (لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) والشهادة هنا تقتضي الوقوف مع الحق مثلا يقال للكافر العادل أحسنت والمسلم الظالم أسأت (كنتم خير أمة أخرجت للناس) فهذه الخيرية ليست خاصة لعرق أو دولة محددة وإنما لكافة البشر ولخدمتهم ومنفعتهم فالإسلام دائما يقف مع الحق وإن كان يهوديا أو نصرانيا أو بوذيا… فهذا هو الإسلام الحق لذلك واجب علينا فهم هذه القضايا.
ودعا خطيب الجمعة إلى تأمل سنن الله في الأرض ومنها سنة الاختلاف.. مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل صفات كثيرة مشتركة بين الجميع تؤدي إلى الائتلاف بين الناس، لأن الناس يعرفون أن هذه الاختلافات قضية طبيعية مخلوقة لله سبحانه وتعالى.
وأضاف: حينما ابتعدت الأمة عن المبادئ الأساسية لهذا الدين الحنيف أصبح تعامل بعضها مع الآخر غير المسلم هكذا وداخل العالم الإسلامي أشد، فما يحدث في سوريا يندى له جبين الإنسانية من قتل وتدمير وتشريد بأيدي غير المسلمين والمسلمين وكذلك ما يحدث في العراق واليمن وللأسف الشديد من يقوم بذلك هم العملاء من المسلمين فلذلك يجب على الأمة الإسلامية أن تعود إلى رسالة الإسلام الحقيقية وعظمة الإسلام وحقائقه.
وتابع: سنة الاختلاف في الألوان والأشكال والأصوات وفي اللغات وفي كل ما يمكن أن يكون فيه الاختلاف ومع هذا الاختلاف جعل الله سبحانه وتعالى صفات كثيرة مشتركة بين الجميع تؤدي إلى الائتلاف بين الناس لأن الناس يعرفون بأن هذه الاختلافات قضية طبيعية مخلوقة لله سبحانه وتعالى وسنة من سننه سبحانه وتعالى وحتى على مستوى الكون والأرض فإن هذه الأرض نراها مختلفة ألوانها وأشكالها وحقائقها وجوهرها وصفاتها ومكوناتها ومؤثراتها من كل شيء، من المادة ومن الأشجار ومن النبات والكل مختلف.
وقال: كم من مليارات من البشر لا يمكن أن يكون هناك إنسان مثل إنسان الآخر في جميع الصفات الخلقية إلا وله جينة وبصمة وراثية ومكونات وصفات خاصة ولون وخاص صوت خاص كما أنه أثبت بأنه ليس هناك صوت من يوم خلق الله آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض حتى مع التقليد يمكن أن يشبه فعلا صوتاً آخر كأنه صوت واحد هذا من الإعجاز ولكنه في نفس الوقت دليل على أهمية أن نعرف الاختلاف أمر طبيعي وليس أمرا غريبا كذلك الاختلاف في بنية الإنسان في الطول والقصر وكذلك في ألوان الإنسان كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث في الألوان كذلك الاختلاف في اللغات التي لا تعد ولا تحصى ففي بعض الدول هناك ما يقارب 1400 إلى 1500 لغة وهكذا كل لغة لها حروفها وأصواتها وحركاتها ومخارجها وصفاتها كذلك أيضا الاختلاف في القدرات العقلية سبحان الله لا يوجد إنسان مثل إنسان آخر فهناك الأذكياء المبدعون وهناك المتوسطون وهناك وهناك. فلذلك هذه الاختلافات يذكرها القرآن الكريم وبالتفصيل، لماذا يذكرها؟ حتى نتعرف على مقاصد الشريعة في هذه المسألة بأنها طبيعية وبالتالي ننطلق من طبيعية هذه الاختلافات إلى أن نتعايش وأن يقبل بعضنا البعض وأن نسير رغم الاختلافات، (لكم دينكم ولي دين) أن تكون هذه الأرض موئلا للإنسان نفسه وهذا ما بيّنه القرآن الكريم في آيات أخرى مهمة جدا يقول تعالى (والأرض وضعها للأنام ) فالله سبحانه وتعالى خلق الأرض لجميع المخلوقات وليس للمسلمين فقط ولا اليهود ولا النصارى ولا أمريكا ولا روسيا.
وقال: الله سبحانه وتعالى خلق هذه الأرض لجميع البشر حتى يعيشوا فيها بسلام ووئام هكذا يذكر القرآن الكريم هذه الاختلافات ثم ينتقل القرآن الكريم من هذه الاختلافات الطبيعية التي تؤدي إلى الائتلاف لو فهمناها وفهمنا مقصد الشرع منها، إلا أن هناك تشابها بين المخلوقات فنحن خلقنا من هذه الأرض وهي أمنا وإذا كان الناس يفتخرون بأهمية البيئة فإن الإسلام جعل الأرض أما للإنسان وكما يجب علينا البر بوالدتنا الحقيقية يجب كذلك أن نحسن إلى هذه الأرض التي منها خلقنا الله تعالى وإليها نعود ومنها نخرج مرة أخرى.
وقال: لا يحق للإنسان أن يعتدي على أخيه الإنسان ويجب أن يكون هناك تعايش بين الناس حتى تعطي الأرض ثمارها وخيراتها للبشرية.. فمنذ قدوم الاستعمار واحتلاله لأراضينا لم تعد هذه الخيرات للأمة الإسلامية بل تصرف على الحروب والمستفيد منها أمراء الحروب.
وأكد أن الغزوات الإسلامية كانت لمقاومة الطُغاة أعداء الإسلام.