تمهيد:
إن من أسباب استمرار الشريعة الإِسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان أن أودع فيها مُنزلها الحكيم الخبير كل ما تحتاج إليه البشرية من حلول لمشاكلهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فقال الله تعالى: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[1].
لذلك لم تحتج هذه الشريعة طوال أكثر من أربعة عشر قرنًا إلى أن تنقل قاعدة قانونية، أو مبدأً قانونيًّا من غيرها، بل استطاع الفقهاء المسلمون في كل عصر أن يستنبطوا من الشريعة نفسها الحلول الناجحة لكل مشكلة جدت على الرغم من اختلاف الحضارات وتعدد الشعوب والأقوام.
ولذلك نجد أمامنا تراثًا ضخمًا من فقه النوازل لا يوجد أبدًا لأية أمة أخرى وهو تراث غني مليء بالتجارب، والحلول الناجحة، صالح للاستفادة منه لجيلنا الحاضر، وللأجيال اللاحقة من خلال التنقية والاجتهاد الانتقائي للوصول إلى ما هو الراجح الذي يدعمه الدليل من الكتاب والسنَّة ومقاصد الشريعة الغراء، ثم الاعتماد على الاجتهاد الإِنشائي فيما لا يوجد فيه قول من أقوال فقهائنا الكرام رضي الله عنهم… ولذلك لا نجد قضية من قضايا
عصرنا إلا ونجد لها حكم الله تعالى إما نصًّا أو دلالة، أو استنباطًا من المبادىء الكلية والقواعد العامة لهذه الشريعة.
ومن هذا المنطلق كان بحثنا حول التصرف في الديون بالبيع، ونحوه؛ حيث وجدنا أن النصوص الشرعية قد تناولت أحكامها، وأن فقهاءنا قد فصلوا القول فيها وأن ما استجد منها من أمور يمكن معرفة حكمه بوضوح من خلال المنهج السابق.
ومن هنا كان بحثنا حول التعريف بالدَّين لغة واصطلاحًا، وما ذكره الفقهاء حول الدين والعين بإيجاز، وما يقابلهما في القانون. ثم تطرقنا إلى تقسيمات الدين، وخطورة الدَّين وآثاره السلبية وأسبابه. ثم ركزنا على أحكام التصرف في الديون، سائلاً الله تعالى أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم، وأن يعصمني من الخطأ والزلل في العقيدة والقول والعمل، وأن أكون قد وفقت فيما أصبو إليه، إنه مولاي، فنعم المولى ونعم النصير.
التعريف بالدَّين لغةً واصطلاحًا :
الدَّين ــ بفتح الدال ــ لغة يطلق على ما له أجل، وأما الذي لا أجل له فيسمى بالقرض، وقد يطلق عليهما أيضًا، ويقال دنته. وأدنته، أي: أعطيته إلى أجل وأقرضته. وداينته، أي: أقرضته. وجمعه ديون، وأدين، واسم فاعله دائن، واسم مفعوله: مدين، ومديون عند «تميم» وأصل اشتقاقه ينبىء عن الذل والخضوع، فهو من دان بمعنى خضع واستكان[2].
وقد ورد لفظ الدين ــ بفتح الدال ـــ في القرآن الكريم أكثر من مرة، بل إن أطول آية فيه هي آية الدين، قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُواْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُواْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[3].
وقد فسره المفسرون بعدة تفسيرات، قال الشافعي: «يحتمل كل دين، ويحتمل السلف»[4].
وقال الطبري: «إذا تبايعتم أو اشتريتم به، أو تعاطيتم، أو أخذتم به إلى أجل مسمى.. وقد يدخل في ذلك القرض والسلم، وكل ما جاز فيه السلم مسمًّى أُجِّلَ بيعه من الأملاك بالأثمان المؤجلة، كل ذلك من الديون المؤجلة إلى أجل مسمى إذا كانت آجالها معلومة..»[5].
وقال الجصاص: «ينتظم سائر عقود المداينات التي تصح فيها الاجال» لكنه ذكر أن القرض وإن كان يُسمى دينًا إلا أنه لا يدخل في منطوق هذه الاية، لأنه في الديون المؤجلة.
فعلى هذا فالدين في الاية هو: «كل دين ثابت مؤجل سواء كان بدله عينًا أو دينًا»[6].
وقد ذكروا أيضًا أن ابن عباس قال: «نزلت هذه الاية في السلم خاصة»، لكنها تتناول جميع المداينات إجماعًا ولأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب[7].
وورد لفظ (الدَّين) في السنَّة المشرَّفة بمعنى الدين الشامل لحقوق الله تعالى وحقوق العباد المتعلقة بالذمة، فقد قال النبـي صلى الله عليه وسلّم في جواب الرجل الذي سأله عن قضاء صوم شهر عن أمه المتوفاة: «نعم فدين الله أحق أن يقضى»[8].
وورد مثله في الحج حيث قال: «نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء»[9].
وورد فيها بمعنى الدَّين الخاص بالمال الذي ثبت في ذمة شخص لشخص آخر مثل قوله صلى الله عليه وسلّم حينما أتى بجنازة: «هل عليه من دين؟» قالوا: نعم[10].
وفي رواية قالوا: ثلاثة دنانير، فقال أبو قتادة: وعليَّ دينه[11].
وأما الفقهاء فقد أطلقوا الدين على معنيين: معنى عام ومعنى خاص
أحدهما: إطلاق عام على كل ما يجب في ذمة الإِنسان بأي سبب من الأسباب سواء كان من حقوق الله تعالى، أو من حقوق العباد، وقد رأينا أنه بهذا المعنى قد ورد في السنة المشرفة أيضًا، ذكر الحافظ ابن حجر أن لفظ الدَّين يشمل كل حق ثبت في ذمة الشخص من حج وكفارة ونذر، وزكاة ونحوها[12].
فعلى هذا يمكن تقسيم الدين إلى نوعين: دين الله تعالى ودين الادمي.
والثاني: إطلاقه على ما يثبت في ذمة الإِنسان بسبب عقد، أو استهلاك، أو استقراض، أو تحمل التزام، أو قرابة ومصاهرة[13].
ولا يخفى أن هذا المعنى أخص من المعنى الأول إذ هو خاص بما ثبت من حقوق العباد في ذمة المدين، ومقابله العين، والعمل، والنفس قال الكاساني: «إن المكفول به أربعة أنواع: عين، ودين، ونفس، وفعل ليس بدين ولا عين ولا نفس»[14].
فعلى ضوء هذا يقسم محل الالتزامات إلى هذه الأنواع الأربعة، ولكننا لو دققنا النظر فيه لأمكن إرجاع الجميع إلى الدين والعين، إذ الفعل الملتزم به داخل في الدين ما دمنا نحن فسرناه بما ثبت في الذمة، لا بالمال فقط، وكذلك الالتزام بإحضار نفس، راجع إلى الحق المتعلق بالعين[15].
ويقابل هذين المصطلحين الشرعيين مصطلحان في القانون المدني هما:
الحق الشخصي والحق العيني، فالحق الشخصي ــ ويسمى الالتزام أيضًا ــ هو رابطة بين شخصين دائن ومدين ــ بمقتضاها يطالب الدائن المدين بإعطاء شيء أي بنقل ملكية شيء أو القيام بعمل، أو بالامتناع عن عمل، وأما الحق العيني فهو سلطة يمنحها القانون لشخص على عين بالذات[16]، ونحن لسنا بصدد الخوض في تفاصيل هذه المسألة إذ إن بحثنا معقود لبيان الديون المالية[17].
الأمر الأول: تقسيمات الدَّيْن
يقسم الدَّين باعتبار الزمن إلى حالٍّ ومؤجل.
فالدَّينُ الحالُّ هو ما يجب أداؤه عند طلب الدائن، ويقال له الدين المعجل أيضًا.
والدين المؤجل هو ما لا يجب أداؤه قبل حلول الأجل، لكن لو أدي قبله يصح، ويسقط عن ذمته[18].
وقد ذكر الزركشي أن الدَّين المؤجل يحلُّ بموت المدين إلا في ثلاث صور:
الأولى: المسلم إذا لزمته الدية ولا مال له ولا عصبة تحمَّل عنه بيت المال، فلو مات أخذ من بيت المال مؤجلاً…
الثانية: إذا لزمت الدية في الخطأ وشبه العمد الجاني وحده كما
لو اعترف وأنكرت العاقلة فإنها تؤخذ من الجاني مؤجلة، فلو مات هل تحل الدية؟ وجهان: أصحهما نعم.
الثالثة: ضمن دينًا مؤجلاً ومات الضامن يحل على الأصيل الدين على الأصح، ولو مات الأصيل حل الدين، ولم يحل على الضامن على الصحيح[19].
وكذلك تحل الديون المؤجلة بالفلس عند جماعة من العلماء[20].
قال الزركشي: «ليس في الشريعة دَين لا يكون إلا مؤجلاً إلا الكتابة والدِّية، وليس فيها دين لا يكون إلا حالاًّ إلا في القرض[21]، ورأس مال السلم، وعقد الصرف، والربا في الذمة…»[22].
وأما الدَّين الحال فقد قال الإِمام المتولي والإِمام الروياني: إنه لا يتأجل إلا في مسألتين:
إحداهما: إذا قال صاحب الدَّين عند حلوله: لله علي أن لا أطالبه إلا بعد شهر لزم[23].
الثانية: إذا أوصى من له الدَّين الحال أن لا يطالب إلا بعد شهر فإنه تنفذ وصيته. وقيدها ابن الرفعة في المطلب بأن يكون في حدود الثلث.
وقد قسم التهانوي الدَّين إلى دَين صحيح وهو الدَّين الثابت الذي لا يسقط إلا بالأداء أو الإِبراء كدين القرض ونحوه. وإلى دَين غير صحيح وهو ما يسقط بغيرهما بسبب آخر مطلقًا مثل دَين الكتابة فإنه يسقط بتعجيز العدد المكاتب نفسه[24].
الأمر الثاني: خطورة الدَّين وآثاره السلبية
للدُّيون آثار سلبية لا تقف عند الجانب الاقتصادي فقط، بل تتعداه إلى الجوانب السياسية والاجتماعية، وإلى نطاق العقيدة، والأخلاق، والحرية الشخصية.
فقد أشار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم إلى ذلك، حيث كان يستعيذ من الدَّين مع استعاذته من الكفر والإِثم، والبخل، والهم والحزن، والعجز والكسل، وغلبة الرجال، فقد روى أحمد في سنده أن النبـي صلى الله عليه وسلّم كان يقول: «أعوذ بالله من الكفر والدَّين»[25] فلا شك أن في جمعهما معًا في استعاذة واحدة إشارة إلى وجود نوع من الترابط والتلازم ــ وإن كان تلازمًا عاديًّا ــ بينهما فيما بين عامة الناس الذين لم يتزودوا بزاد التقوى، إذ الديون في الغالب دليل على الفقر وهو إن وجد في الإِنسان قد يؤدي به إلى الزلات إن لم يكن قد رُبِّـي على الإِيمان والقناعة والرضا.
وقد روى البخاري وغيره بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدَّين وغلبة الرجال»[26] فقد استعاذ من ثمانية أشياء بينها
ترابط وثيق. فالهم والحزن يؤديان إلى العجز والكسل، وهذا ما أثبته الطب الحديث، فقد أثبت أن نسبة كبيرة من أسباب الأمراض الخطيرة ترجع إلى القلق النفسي والهموم، والعكس أيضًا صحيح، حيث إن العجز والكسل يؤديان إلى الأحزان، فالعمل خير وسيلة لطرد الهموم وأن البطالة مكان خصب للمشاكل والغموم.
ثم إن الجبن والبخل يترتب عليهما الهم والحزن، فالجبان خائف مترقب لا يهدأ له باله، ولا تسكن نفسه. لأنه يخاف من نفسه؛ وماله، ويعيش في الخوف الذي يصبح له كابوسًا يطارده فيحدث له الهم والحزن، وكذلك الأمر في البخيل فهو ممسك ماله لخوفه عليه من الضياع والهلاك، فإذا أنفق شيئًا أو أجبر عليه، فقد لزمته الهموم ويتراكم عليه الخوف، فقد قيل: فالناس لخوف الفقر فقراء.
ثم أشار صلى الله عليه وسلّم إلى الترابط بين ضلع الدَّين ــ أي شدته ــ وبين غلبة الرجال، وحقًا إنهما متلازمان في الغالب، ويترتب الثاني على الأول، كما أن الديَّن يأتي في الغالب نتيجة للعجز والكسل والهم والحزن.
ثم إن نفس المؤمن المدين معلقة بدينه في يوم القيامة حتى يقضى عنه، بل إن (القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدَّين)[27].
وبالإِضافة إلى ذلك فإن للدَّين آثارًا سلبية في نطاق الأخلاق والاجتماع والسياسة، فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم إلى خطورة الدَّين على الأخلاق والسلوك، فقد روى الشيخان وغيرهما بسندهم عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدعو في الصلاة فيقول «اللهم إني أعوذ بك من المأثم
والمغرم» قالت: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! قال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف» »[28].
بالإِضافة إلى أنه قد يسلك سبلاً ملتوية في سبيل الحصول على المال، ولا سيما إذا رأى بجنبه الأغنياء المترفين وقد قيل قديمًا: إن صوت المعدة لا تنكر قوته[29].