جريدة الشرق – الدوحة

أفتى فضيلة الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب اغاثة الشعب الصومالي من الزكاة، وصدقة الفطر، والصدقات العامة والأوقاف، والأموال المجنبة، وجواز نقل الزكاة وصدقة الفطر إلى مناطق المجاعة والفقر في الصومال والقرن الأفريقي.

وقال في فتوى له اصدرها امس ان وسائل الإعلام تنقل منذ زمن أحوال المسلمين في القرن الأفريقي بصورة عامة، وفي الصومال بصورة خاصة، حيث يعاني حوالي أربعة ملايين من الصوماليين من المجاعة، وعدم وجود الدواء والغذاء. ويُتوَقع أن تصل الأزمة إلى عشرة ملايين في القرن الأفريقي بسبب التصحر، وموجات الجفاف، والحروب الداخلية، فهؤلاء الملايين من الأطفال والنساء والشيوخ يعانون من الجوع والمرض والعطش، ويموت بينهم في كل يوم عشرات من الأطفال حتى قدّرت الأمم المتحدة بأن % 30 منهم يموتون بسبب عدم وجود الغذاء والدواء، وهم على أقل تقدير يحتاجون إلى أكثر من 300 مليون دولار بصورة عاجلة حتى يتم الحفاظ على الباقين.

اضاف: لذلك يجب على الأمة الإسلامية حكومات وشعوباً أن تقوم بواجبها نحو إخوانها في الصومال، وأنها مسؤولة أمام الله تعالى إذا قصرت في أداء هذا الواجب، بل وردت أحاديث ثابتة بأن الله تعالى يحاسب الأغنياء على من مات من هذه الأمة  بسبب الجوع، أو العطش، أو عدم وجود الدواء، أو سوء الغذاء والدواء، فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بجسد واحد، فقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).

كما أن الله تعالى جعل من أحيى نفساً واحدة بأي وسيلة فكأنما أحيى الناس جميعاً فقال تعالى:  (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )

وطالب فضيلته بما يأتي:

— نناشد الحكومات الإسلامية والعربية القيام بواجبها الإيماني والقومي في إرسال المعونات الكافية للشعب الصومالي، والقرن الأفريقي، وتسخير كل الوسائل من الطائرات ونحوها لتوصيل الطعام والغذاء والدواء إليهم.

— ونناشد الجماعات المتقاتلة والمتناحرة في الصومال أن يتقوا الله في هؤلاء الذين يموتون بالجوع، وأن يرحموا أطفال شعبهم، ونطالبهم بالمصالحة العاجلة، فإذا فني الشعب الصومالي فعلى من تطبق الشريعة، فيا أيها الثائرون تصالحوا فيما بينكم، وحققوا الأمن والأمان من الجوع والخوف، وبذلك حققتم مقاصد عظيمة من مقاصد الشريعة، فلا يجوز لكم القتال.

— ونطالب الشعوب المسلمة كل بقدره إلى مَدّ يد المساعدة لإغاثة هذا الشعب المسلم الذي يتضور جوعاً، ويهدده الموت والمجاعة من كل مكان. وذلك من الزكاة، وصدقة الفطر، والصدقات، والأوقاف، والأموال المجنبة أو المشبوهة، أو الربوية، فكل ذلك جائز لهم حسب قرارات المجامع الفقهية، كما أنه يجوز نقل الزكاة لأجل انقاذهم، حيث صدرت فتوى جماعية بذلك من الندوة الثالثة.