المقدمة
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإذا
تدبرنا آيات القرآن الكريم، ورجعنا إلى السيرة المطهرة لنبينا العظيم، وتاريخ
خلفائه الراشدين لوجدنا أن هذا الدين قد قام على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة، وانتشر بها، حيث حملته وسارت به مسيرة الشمس، وأدخلته في جميع أنحاء
العالم.
فقد بدأ بالدعوة
المباركة رسولنا الكريم قدوة الدعاة وقائدهم، سيدنا محمد ﷺ، وقام بالتبشير بها،
وإنذار من يتولى عنها بمجرد ما كلفه الله تعالى بها: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾([1])،
وتحمل في سبيلها الكثير والكثير من الأذى، ولم يلتجئ إلى القوة إلا دفاعًا،
وحماية، ودرءا للفتنة التي أحدثها المشركون.
لذلك فالدعوة
بالحكمة والموعظة الحسنة هي السبيل الأول لنشر الإسلام، ولذلك أولى لها الإسلام
عناية قصوى، ففرضها على عباده المؤمنين: كل بقدره فقال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ
آَيَةً»([2]).
وحصر الفلاح
فيمن يقوم بها فقال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(