العجز في صنـدوق التـــأمين
ووسائل علاجه ،
والبدائل المناسبة التي تتفق مع حقيقـة التــأمين التعــاوني
بقلم :
أ . د : علي محيي الــدين القــره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبع هداه إلى يوم الدين .
وبعد :
فإن القضايا الاقتصادية المرتبطة بالمؤسسات المالية في
نطاق الصيرفة والتأمين لا زالت بحاجة إلى مزيد من البحث والتنقيب ، والتفصيل
والتأصيل ، والخوض فيما تكتشفه التجارب العملية من الإشكالات الفقهية ، أو الفنية
، أو الائتمانية ، وبالتالي البحث عن البدائل الأخرى التي تحقق الغرض المنشود دون
الوقوع في تلك الإشكاليات والملاحظات الجوهرية .
وعلى الرغم من أن التأمين التكافلي قد استقر على الصيغة
المطبقة في معظم الدول العربية والإسلامية ، القائمة على فكرة الالتزام بالتبرع ،
أو الهبة بالثواب ، أو نظام التناهد في العلاقة بين المشتركين في صندوق التأمين ،
وعلى أساس الوكالة بأجر في العلاقة بين الصندوق والشركة .. [1]
فإنه لا يزال هناك جدل في البدائل ، فقد طُرحت فكرة الوقف من قبل بعض الفضلاء [2]
، وطُبقت في بعض الدول على نطاق ضيق ، ولكنها جُوبهت بملاحظات كثيرة جوهرية [3]
، بالإضافة إلى أن الصيغة التي طبقت لم نجد فيها فروقاً جوهرية عملية غير التغيير
في المصطلحات .
وفي نظري ومن خلال دراساتي حول التأمين منذ أكثر من
عشرين سنة أجد أن الصيغة الحالية التي أشرت إليها هي أفضل الصيغ ، ولكن هذا لا
يعني أنها خالية من العيوب ، بل إنها أرضية صالحة للانطلاق منها إلى مزيد من
التطوير والتأصيل ، وإلى حل بعض المشاكل الفقهية ، والفنية إن وجدت ، بالإضافة إلى
أن الصيغة الحالية قد خُدمت ، وصدر بشأنها معيار خاص بالتأمين الإسلامي في ضوئها ،
ناهيك عن عشرات المؤتمرات ، والندوات والحلقات الفقهية ووُرش العمل ..
وهذا ما سار عليه مركز البحوث للهيئة الإسلامية العالمية
للاقتصاد والتمويل ، حيث تطرق في ملتقياته السابقة ، وفي هذا الملتقى الثالث لعلاج
بعض الإشكاليات التي تخص ” العجز في صنـدوق التـــأمين ووسائل علاجه ، والبدائل المناسبة التي تتفق مع
حقيقـة التــأمين التعــاوني ” .
ولذلك حيث طُلب مني بحث هذه المسألة فلم يسعني إلا
الاستجابة معتمداً على منهج البناء على الموجود ما دام صالحاً ، والإجابة عن
الإشكاليات التي ذُكرت ، أو يمكن أن تذكر حول القضية السابقة ، والبدائل المناسبة
المشروعة والمتاحة التي تتفق مع حقيقة التأمين التعاوني ، مع المناقشة والترجيح .
واللهَ أسال أن يُلبس أعمالنا كلها ثوب الإخلاص والقبول
إنه مولاي فنعم المولى ونعم النصير .