تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع جامعة الزيتونة، وتحت إشراف وزارة التعليم العالي الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية بحضور الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة، الخبير في مديرية الثقافة ممثلا عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وذلك في مقر الجامعة في تونس يومي20 و21 ديسمبر الجاري.
وسيركز هذا الاجتماع على القضايا التي تحتاج إلى المزيد من النقاشات وأهمها التصورات والآمال المعقودة على مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية الذي تقرر إنشاؤه في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الأخير المنعقد في العربية السعودية(مكة).
ويهدف الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى العمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية الداعية إلى العمل المستمر لجعل التقريب هدفاً متجدداً تعنى بتحقيقه الدول والمجتمعات الإسلامية كافة، وارتقاءً بثقافة التقريب المذهبي والفقهي لدى الأجيال الإسلامية، وإبرازاً لأسس العلاقات التكاملية القائمة بين المذاهب الفقهية الإسلامية السائدة، وتفعيلا للعمل الاجتهادي وفتح آفاقه للراغبين في تطويره وتحسينه. إضافة إلى محاولة حصر الخلافات في المسائل والقضايا الظنية، وردها إلى مصادرها الصحيحة، والعمل على التصدي للغلو والتعصب المذهبي أينما وجد والارتقاء بمفهوم الاختلافات الفقهية إلى مقاصدها وإعادتها إلى جذورها الإسلامية، ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب الإسلامية.
وعلى هامش هذا الاجتماع تعقد ندوة بعنوان:(قضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية: الإنجازات والعقبات)، يحاضر خلالها الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في موضوع:”الوحدة الإسلامية مبدءا ثابتا، والخلافات المذهبية تنوعا وإثراء، ميثاق للعمل الإسلامي الموحد”.
أما البرنامج العام فسيناقش خلاله المجتمعون مجموعة من الوثائق التقريبية كمشاريع عدد من الكتب المعدة للنشر وسينطلق بعرض مشروع كتاب مدرسي عن التقريب بين المذاهب ومناقشته يليه عرض مشروع كتاب(الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب وعلاقته بآل البيت) نموذجا من مشروع كتيبات عن أعلام آل البيت والصحابة والمذاهب المشهورة وفق مضامين إستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية ومناقشته كذلك. وتقديم للكتيبات السابقة بعد مراجعتها: الاباضية وأهل السنة وأمير المؤمنين على بن أبي طالب وفي ختام الجلسة العلمية الأولى يتم تقديم العددين الأول والثاني من مجلة آفاق التقريب ومناقشتهما.
وسيناقش أعضاء المجلس في الجلسة العلمية الثانية صباح الجمعة 21 ديسمبر وثيقة بعنوان:(ميثاق الثوابت الإسلامية المشتركة)، بقصد تأصيل المشتركات التي ينبغي أن يقوم عليها التقريب بين المسلمين ومذاهبهم.
ويذكر ان الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الأعلى عقد في المقر الدائم للإيسيسكو خلال شهر ماي 2007، في حين عقد الاجتماع الثاني في جوان 2008. أما الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية فقد التأم في الرباط في2011 وتم خلاله التباحث في مسائل عديدة من بينها”فقه الثوابت والمتغيرات وأثره في التقارب بين المذاهب الإسلامية” واصدر على إثره المؤتمرون بيانا يمنع إساءة أصحاب المذاهب في البلدان الإسلامية لبعضهم البعض لما فيه من تناقض مع روح التقريب بين المذاهب الإسلامية.
ويجدر بالذكر أن القره داغي أختير بالاجماع رئيسا للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية وذلك في 2011م.