اصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا،
تناول آخر المستجدات في العالمين العربي والاسلامي، حيث اكد في بيانه على مركزية
القضية الفلسطينية في خضم ربيع الثورات العربية المباركة، وناشد العالم العربي
والاسلامي والمنظمات الدولية لحماية القدس، وطالب بفك الحصار عن غزة الصامدة وندد
بشدة توقيف شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح من قبل السلطات البريطانية …
وجاء في البيان:
الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله
وصحبه أجمعين.
(وبعد)
فانطلاقا من مسؤولية العلماء في قيادة الأمة
وترشيد مسيرتها نحو غد أفضل ومستقبل نهضوي وتنموي وريادي لقيادة البشرية تصديقا
لقوله تعالى في خيرية هذه الأمة “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِوَتُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ ” آل عمران110
فقد انخرط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وبكل قوة في ما سمي بربيع الثورات العربية وذلك بمساندته مساندة مطلقة حيث إنها
اختارت الطريق الذي يعتبره الاتحاد الطريق الأسلم والأقرب لنصوص الشرع في ازالة
الظلم والظالمين من الحكام وأزلامهم الذين أساموا الأمة سوء العذاب فأصدر عددا
كبيرا من البيانات والتصريحات لرئيسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وأمينه العام
الدكتور علي محيي الدين القره داغي ولا يزال الاتحاد يتابع هذه الثورات المباركة
الى حين تحقيق كل أهدافها بإذن الله تعالى.
ونحن نتابع هذه التطورات من خلال هذه الثورات
المباركة التي نسأل الله تعالى أن يكون لها آثار مهمة وجوهرية على مستقبل الأمة،
فلا يجوز لنا أن نغفل عن قضية المسلمين الأولى قضية فلسطين والقدس والاقصى التي
يحاول الاحتلال الاسرائيلي جاهدا ومستغلا الاوضاع الانتقالية التي يمر بها أكثر من
قطر عربي بأن يفرض أمرا واقعا على الأرض وبخاصة فيما تعلق الأمر بمدينة القدس من
خلال حركة الاستيطان النشطة جدا التي تكاد تطوق المدينة المقدسة من كل جانب أو من
خلال سن القوانين العنصرية التي ستحول أغلبية سكان القدس من العرب الى أقلية صغيرة
في زمن قياسي بسحب هوياتهم المقدسية أو بإبعاد البعض منهم كما يحصل هذه الأيام
لعدد من النواب والوزراء ذنبهم الوحيد هو اختيار الشعب الفلسطيني لهم نوابا في
المجلس التشريعي.
كما تعمل سلطات الاحتلال على المزيد من
الوحدات الاستيطانية في شرق مدينة القدس، لتهجير سكان أحياء الشيخ جراح والبستان
وغيرهما، وتتم كل هذه المشاريع الاستيطانية التهويدية كلها بمباركة من الولايات
المتحدة الأمريكية التي لم يتردد أعضاء الكونجرس فيها عن التصفيق لرئيس الوزراء
الاسرائيلي نتنياهو بعد أن صرح بكل وضوح أن القدس ستبقى موحدة وستكون عاصمة الدولة
اليهودية وفي ظل صمت عربي واسلامي غريب.
أما في غزة فللعام الخامس على التوالي يتواصل
حصارها بشكل لم تعرف البشرية له مثيلا ويتواصل تعطيل ومنع كل أحرار العالم من فك
هذا الحصار الظالم واللاانساني وآخر هذه المحاولات ما يقوم به من ضغوطات غير عادية
من الاسرائيليين على دولة اليونان وغيرها من الدول حتى ترفض خروج قافلة الحرية 2
من موانئها التي كان للاتحاد دور ومشاركة فيها.
وأمام هذه الاوضاع والتطورات فإن الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين يرى التالي:
1-
يدعو كل المؤسسات العربية والاسلامية والعالمية المهتمة
بالشأن الفلسطيني بما فيها قضية القدس الشريف الى مزيد تفعيل مجهوداتها المادية
والمعنوية والقيام بحملات اعلامية واسعة منظمة ومركزة لاستنكار هذه الاعتداءات
والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس خاصة وفلسطين عامة
2-
يطالب الاتحاد جامعة الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها
كاملة في التصدي لهذه المخططات الاستيطانية وبخاصة في مدينة القدس فاذا كان صمت
هذه الجامعة تجاه ما يحدث في سوريا واليمن مفهوما وان كان غير مقبول هو الآخر
فلماذا تصمت على تهويد القدس وتهجير سكانها من العرب؟.
3-
يندد الاتحاد وبشدة توقيف السلطات البريطانية لشيخ الأقصى
الشيخ رائد صلاح منذ 3 أيام لترحيله بالرغم من دخوله الأراضي البريطانية بشكل
قانوني ويطالب السلطات البريطانية الى اطلاق سراحه فورا وعدم الرضوخ للضغوطات التي
يمارسها اللوبي الصهيوني ضد قبول هذا الشيخ المناضل على الأراضي البريطانية.
4-
ويناشد الاتحاد العالم الحر الى الثبات على مبادئ الحرية
وحقوق الانسان وعدم الرضوخ للتنازل عنهاكما يدعو السلطات اليونانية الى عدم
الاستجابة الى الضغوطات التي تمارسها دولة اسرائيل من أجل عدم السماح لقافلة
الحرية 2 من الانطلاق الى فك الحصار المظروب على غزة وينتهز الاتحاد هذه الفرصة
ليحيي أحرار العالم الذين شاركوا في هذه القافلة ويشد على أزرهم بالرغم من
التهديدات الاسرائيلية للتصدي لها ومنعها من الوصول الى القطاع.
قال تعالى “وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب
ينقلبون” الشعراء 227 .
الامين العام
الرئيس
أ.د/ علي محيي الدين القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوي