الركن الثالث: موضوع الدعوة

 

وهو الإسلام
بصورة عامة: بالنسبة لدعوة غير المسلمين، وتفاصيله بالنسبة للمسلمين.

ومن المعلوم أن
الإسلام هو يتكون من العقيدة والشريعة (أي: الأحكام) والقيم الأخلاقية.

ولا أريد أن
أخوض في تفاصيل الإسلام وخصائصه؛ لأن موضوعنا ليس في هذا المجال، كما أن ذلك مبحوث
بالتفصيل في كثير من الكتب، ولكن الذي أريد الخوض فيه بشيء من الإيجاز هو: كيفية
العرض وزمن العرض.

فأما كيفية
العرض فهي تخضع لفطنة الداعية وحكمته، وقد سبق أننا ذكرنا أنه مثل الطبيب، وأن
أحكام الإسلام وقيمه وعقائده هي الدواء الشافي، فيلاحظ فيه مثل ما يلاحظ الطبيب
على مريضه من حيث الأدوية المناسبة، والجرعات المتكافئة، ولذلك سمى ابن القيم
كتابه القيم «الداء والدواء»، أو «الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي»، ثم
أورد مجموعة من الأحاديث في التداوي([1])
عقَّب عليها بقوله: (وهذا يعم أدواء القلب والروح، والبدن، وأدويتها، وقد جعل
النبي ﷺ الجهل داء، وجعل دواءه سؤال العلماء، حيث قال ﷺ لهؤلاء الذين أفتوا
باستعمال الماء في الغُسْل لمن شج رأسه، فاعتسل فمات: «قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ
اللهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذَا لَمْ يَعْلَمُوا؟ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ…»)
([2]).

** * **

 



([1]) ذكرنا بعضها في
بداية الكتاب.

([2]) رواه أحمد
(1/330)، وأبو داود (1/336-337)، وابن ماجه (1/2572)، وحسنه الألباني في صحيح ابن
ماجه.