ندد فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالخلل الذي تعاني منه الأمة الإسلامية ما جعلها أكثر الأمم تفرقا وتمزقا واختلافا وفرقة وظلما وعدوانا على بعضها بعضا
مشيرا إلى الكراهية التي يكنها أبناء الأمة الإسلامية لبعضهم البعض على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أكرمهم بهذه الرسالة العظيمة وبهذا الايمان العظيم بالله سبحانه وتعالى.
وتساءل عن سبب هذا الخلل مشيرا إلى أنه لو تدبرنا القرآن الكريم لوجدنا أنه يعود إلى خلل في التربية مؤكدا أننا منذ فترة طويلة لم نولِ العناية الكافية لتربية الأمة وبناء الفرد والأسرة والجماعة على أساس المحبة والحب لله وحب المؤمنين وحب الناس جميعا.. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: الإيمان موجود والناس يصلون ويزكون ويحجون لكن ينبغي أن يكون هذا الايمان إيمانا حقيقيا قائما على أساس سليمة مشيرا الى ان اساس الايمان يعود كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله
وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم: ربى أمته على هذه المحبة والله وصفه بأنه كان محبا للناس ولذلك أحبه الناس (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) فهذه كلها مبنية على المحبة لله على تربية الإنسان الناجح والعبد الذي يستحق أن يكون خليفة على الأرض ويكون إنسانا مبدعا ولا يمكن أن يكون شخصا فظا كريها حقودا ومضى إلى القول: هؤلاء الظلمة والطواغيت الذين نراهم في حياتنا جميعهم يعانون من مشكلة كرههم للناس وحب الذات فقط.
وأضاف: العقيدة الإسلامية تبنى على المحبة مشيرا إلى أن المسلم يحب الأشجار ولا يقطعها حتى في الحرب ويحب البيئة ولا يفسدها أما هؤلاء الظالمون والطواغيت (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) فهذه هي وظيفتهم وفي المقابل نجد أن المؤمن يعمر الأرض وينشئ فيها ويحافظ على النسل
وأشار إلى أن القرآن الكريم وكذلك النسة النبوية المشرفة يركزان تركيزا شديدا على هذه المحبة أولا داخل الأسرة المسلمة وداخل المجتمع الإسلامي ومن ثم ينطلق المسلم من حب المسلمين إلى محبة بقية الناس فهو يحب لهم الخير ويحب لهم الهداية وبيننا تعاون مشترك كما قال سيدنا علي رضي الله تعالى عنه حينما أرسل رسالته إلى مالك النخعي في مصر قال هؤلاء إما أخ لك في الإسلام أو نظير لك في الإنسانية والقرآن الكريم استعمل كلمة الأخ لغير المسلمين في أكثر آية ( إلى أخاهم هودا) فهذه الأخوة أخوة إنسانية وهذه الأخوة لها حقوق في أن نحبهم وأن نساعدهم ولا نتعامل بكراهية إلا للأعمال التي تصدر منهم ولا نواجه إلا المعتدين منهم.