الدوحة – الراية:
أشاد فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالنعمة الكبيرة في هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، ونعمة القدرة على الأكل والشرب، ونعمة هذه الأموال الطيبة المباركة هذه النعم نشكر الله عليها وقال فضيلته إن علينا واجبين: واجب الشكر والدعاء وواجب أن نحس بإخواننا الذين فقدوا الأمن والأمان والأكل والشرب والملبس والمشرب والمسكن في سوريا والعراق وفلسطين وفي غزة المباركة المحاصرة التي لم تشهد في عمر تاريخ العدوان الصهيوني مثل هذه الأيام، فلا يفتح معبر إلا أيام أو ساعات معدودات، لا للسفر ولا للمرض ولا للقوت.. وأضاف في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب:علينا أن نشكر على نعمة الوقت وضبطها وقد كنت في شمال السويد وجمعنا الأئمة من فنلندا والنرويج لأنهم عندهم مشاكل كبيرة في ضبط الوقت ففي بعض المناطق لا تغرب الشمس وفي بعض المناطق تغرب 45 دقيقة أي يصومون 23 ساعة وربع، ولكن الحمد لله في شريعتنا يسر ووجدنا لهم حلولا وشكرت الله على نعمة الليل والنهار في بلادنا ونشكره ولنؤدي شكر هذه النعمة بالإحساس بجوع إخواننا الجائعين وبعطش العطشى وبعدم وجود مأوى لهؤلاء النازحين المشردين من ديارهم.. ثم دعا خلال هذا الأسبوع من شعبان المسلمين إلى الصيام فيه فالرسول كان يصوم شعبان كله أو بعضه ما عدا يوم الشك لمن لم يكن من شأنه أن يصوم شعبان كله استعدادا لهذا الشهر الفضيل.
بدء رمضان
وقد بدأ خطبته قائلا: ها نحن أقدمنا على هذا الشهر العظيم، الذي يتمناه كل مسلم أن يبلغ إليه، وأن يوفقه الله لأداء حقوقه وواجباته ونيل درجاته وثوابه، وهو شهر رمضان الذي أنزل الله فيها القران، وجعله خير الشهور، “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.. وكان الصحابة الكرام، وكذلك التابعون، يستعدون لهذا الشهر استعدادا نفسيا وقلبيا وعمليا وفي جميع المجالات، حتى تكون النفوس مهيئة للتقبل وللعمل الكثير في هذا الشهر الفضيل، الذي من حُرم من فضله فقد حُرم ومن لم ينل الثواب والغفران في هذا الشهر فقد حرم خيرا كثيرا.
التوبة أولا
وذكر أن علينا أن نستعد لهذا الشهر الفضيل بالاستعدادات الآتية: من أهمها التوبة إلى الله، وهذه التوبة تقتضي أربعة أمور أساسية: الأمر الأول: الندم على كل ما فعلناه من الذنوب، وطلب المغفرة من الله. والأمر الثاني: العزم واليقين على عدم العودة إلى هذه الذنوب والمعاصي، كبيرة كانت أم صغيرة، فهذا الإصرار وهذا العزم مطلوب من كل مسلم. والأمر الثالث: أن الإنسان مع الندم يعد من داخل نفسه هذه الذنوب ويبكي أمام الله سبحانه وتعالى ويتضرع إليه بأن يغفر الله له. والأمر الرابع: وهو أهم الأمور على الإطلاق، أن يجلس الإنسان مع نفسه ويرى كل ما عليه من الحقوق للآخرين، ومن الديون، ومما أساء إلى الآخرين، ومما فعله من الغيبة والنميمة والإيذاء للآخرين، بأي وسيلة كانت، أن يعد هذه الأمور ويبدأ بتصفيتها، فإذا كانت هذه الحقوق التي وجبت عليه حقوق مالية لأي سبب كان فيجب عليه أن يردها إلى أصحابها أو أن يقوم أصحابها بتبرئة ذمته من هذه الحقوق، وإن كانت هذه الحقوق عبارة عن الذم والغيبة والنميمة والإيذاء في العرض والشرف بدون وجه حق، هنا تأتي المشكلة، ويجب على الإنسان العاقل أن يتحمل ذلك في الدنيا قبل أن يحاسبه الله يوم القيامة.