الدوحة – الراية:
ناشد فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية الدعاء للمجاهدين في الداخل السوري بأن يجمعهم الله تبارك وتعالى على كلمة واحدة، وأن يوحد صفوفهم تحت قيادة واحدة، وأن يجمع الأمة العربية والإسلامية ليكون لها مشروعها الموحد. وقال، في خطبة صلاة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، إن كل الأمم من حولنا لها مشاريع خاصة تخدم مصالحها، إلا الأمة العربية والإسلامية فهي لا تملك أي مشروع تسعى إلى تحقيقه.
وأكد أن مشاريع الأمة هي كيف يكيد بعضهم لبعض، وكيف يتآمر بعضهم على بعض، وكيف يؤجج بعضهم نيران الحقد والبغضاء على بعض.. قائلا: أي نصر سيتحقق بمشروع من هذا القبيل؟.
وأكد أن الله تبارك وتعالى لا يؤيد الأمة المتنازعة الفاشلة .. داعيا الأمة إلى استرداد الكرامة المسلوبة، ولتنعم بخيراتها المنهوبة، ولتتخذ لها مشروعاً موحداً ضد المشاريع الكبرى التي تعصف بها من كل طرف. وقال إن السبيل الوحيد الذي يخرج أمتنا من الضلال إلى الهدى، ويأخذ بيدها من التفرق إلى الوحدة، وينير لها دربها من الضياع إلى الوجود، هو الاعتماد على الله تعالى والالتجاء إليه بقلب سليم.
أحمد بن حنبل
واستدعى من التاريخ موقفا عظيما للإمام أحمد بن حنبل مشيرا إلى أنه عندما ضاق صدراً بالعذاب الذي كان يلاقيه في سجن المأمون، واستراح السجان برهة من الزمن في جوف الليل، تضرع أحمد بن حنبل إلى الله وجثا على ركبتيه، وسجد سجدة طويلة استغاث فيها بالله تعالى، وقال: " يا رب غَرَّ هذا الفاجرَ حلمُك، فاكفنيه بما شئت" فلم يرفع رأسه من السجود إلا وقد وصل الخبر إلى الجلادين أن المأمون قد هلك.
سنن القرآن
ودعا إلى تدبر القرآن، قائلا: إذا تدبرنا القرآن الكريم، وتلونا آياته بفهم وإتقان، لتوصلنا إلى أن القرآن الكريم، هذا الكتاب الخالد، العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل العزيز الحكيم، وجدناه يسجل لنا أحوال الأمم السابقة كلها، من انتصارات، وهزائم، ويوضح ببيان لا غموض فيه أن الباطل له جولات وصولات، ولكن العاقبة هي للمتقين، والنهاية هي إهلاك الطواغيت، (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
وأشار إلى أن هذه سنن الله تعالى في عباده، وهي السنن الماضية القاضية الحاكمة، التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً، ولكن الناس يستعجلون، ولا يأخذون بسنن الله تعالى، ويظنون أن النصر يأتي بمجرد التوجه إلى الله تعالى والصلاة وغيرها من العبادات.
وأكد أنه لا بد من التوجه إلى الله تعالى والدعاء، ولكن لا بد مع كل ذلك من الأخذ بالأسباب، أسباب الانتصار وسننه، والبعد عن أسباب الهزيمة.
وأوضح أنه لهذه الغاية، يقص علينا القرآن الكريم قصص الأمم السابقة بدءاً من سيدنا نوح عليه السلام، كيف عاش مع قومه؟ وكيف صبر على أذاهم؟ وكيف تحمل طغيانهم، ألف سنة إلا خمسين عاماً، ثم جاءه النصر من قبل الله تعالى، فأنجاه ومن آمن به في السفينة، وأغرق بعدُ الباقين.