تعقد حديقة القرآن الكريم مؤتمرها الدولي الثاني في بداية شهر نوفمبر بمشاركة نخبة من علماء الدين والطبيعة والبيئة والنبات والتصميم والفن الإسلامي والبحوث والعلوم العلمية حيث يجري العمل في بناء الحديقة وتصميمها وتجهيزاتها على قدم وساق لتباشر دورها ورسالتها التوعوية والعلمية والبيئية والبحثية.
ويشارك في المؤتمر الثاني مجموعة من العلماء منهم فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين وفضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور عبدالله المصلح رئيس هيئة الإعجاز العلمي بالمملكة العربية السعودية والدكتور جابر القحطاني عميد إحدى كليات الصيدلة بالمملكة بالإضافة إلى علماء آخرين متخصصين من أندونيسيا وماليزيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم من العلماء العرب في تخصصات ذات علاقة بموضوع المؤتمر.
وتسهم مثل هذه الفعاليات في نشر الوعي المحلي والإقليمي والدولي بالنباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة والحديث النبوي الشريف بما يدعم تطوير الحديقة وتحقيق التواصل بين الثقافات.
ويعنى الحديث عن حديقة القرآن الكريم في قطر عن الطب النبوي والألوان التي ذكرت في القرآن الكريم وعلاقة ذلك بالطب النفسي وعلم الروائح والأحاسيس وجمال الأشجار والزهور والنبات والبيئة وحمايتها والبذور وصونها كما جاء في سورة يوسف عليه السلام “تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون” مع البحث في علاقة وارتباط كل ذلك بالمناخ والرياح والمياه والأشجار، وهي علوم قائمة بذاتها حاليًا وتعكس في مضامينها رسالة حديقة القرآن الكريم ورؤيتها وفلسفتها. وتحرص الحديقة على المشاركة في كل الفعاليات والمعارض والمؤتمرات ذات الصلة التي تقام في قطر، كما أنها تسعى إلى بناء شراكات متعدّدة مع الكثير من الجهات المعنية بالدولة ومنها على سبيل المثال مركز قطر للطاقة والبيئة والتطلع للتعاون مع كل الجهات حتى غير المسلمة.
ويحظى مشروع حديقة القرآن الكريم بترحيب كبير في المجتمع القطري باعتباره مشروعَا رائدًا لنشر المعرفة والتوعية بأهمية البحث العلمي والمصطلحات النباتية وشرحها.
وجرى إنجاز مشتل وبنك خاص لحفظ بذور النباتات التي ذكرت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وذلك في درجة حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر بحيث يمكن حفظ هذه البذور لزراعتها في أي وقت وزمان.
ستكون الحديقة عند الانتهاء منها مشروعًا متكاملاً تزرع فيها جميع النباتات المشار إليها في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي تختلف بيئاتها من صحراوية إلى بيئات شرق آسيا والبحر الأبيض المتوسط، منوهة بأن هذا الهدف هو أحد أهم ما ترمي إليه المؤتمرات التي عقدت وستعقد حول الحديقة.
وبدأت الحديقة مع مطلع العام الدراسي القادم أي مع بداية شهر سبتمبر 2012، برنامجًا مكثفًا بالمدارس يستهدف توعية الطلبة بقطاع الزراعة والبيئة وبأهداف الحديقة مع إجراء استفتاء للتعرف على رؤاهم وتوقعاتهم بشأنها.
ويبذل الخبراء والمختصون داخل مشتل وبنك البذور جهودا كبيرة ومنها على سبيل المثال طرق تغليف البذور بعد تنقيتها وفرزها عبر غرابيل هزازة خاصة وبحسب قُطر كل بذرة، ثم حفظها وكذلك زراعة ورعاية الشتلات التي تتراوح بين 20 إلى 25 نبتة ذكرت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية والسنة الشريفة. وبينت أن أياً من هذه النباتات لديه أكثر من صنف ومنها على سبيل المثال نبات البصل الذي يتفرع منه 14 صنفاً.
ومن النباتات المزروعة داخل المشتل، السدر والنخيل والطلح المنضود “الموز” والقسط الهندي والتين والزيتون والحبة السوداء والزنجبيل والثوم والحناء والأترجة التي قال فيها الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم “مثل الْمؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب، وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا رِيحَ لَهَا، وطعمها طَيِّبٌ، وَمثل المنافق الذي يقرأ القرآن ْمثل الريحانة، رِيحُهَا طيب، وَطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة ليس لها ريح، وطعمها مر”.
وتحرص حديقة القرآن الكريم عند اكتمال بنائها ومباشرة رسالتها على زيادة الوعي المجتمعي بأهمية النبات في حياة الإنسان وبالبيئة وبالتراث الثقافي الإسلامي وبجميع المصطلحات النباتية ومبادئ صون البيئة والطبيعة كما جاء في القرآن الكريم والسنة والحديث النبوي الشريف وكذلك رفع المستوى العلمي المعرفي لدى المجتمع في قطر والربط بين الدراسات والتراث الإسلامي وتاريخ وإنجازات علماء النبات من المسلمين وكذا الوعي بمكافحة التلوث سيما أن النباتات عنصر مهم من حيث امتصاصها لثاني أكسيد الكربون وبث الأوكسجين في الجو مع العمل على ربط كل ذلك بالتقنيات والابتكارات العلمية الحديثة.