الدوحة — الشرق
ندد فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمفاهيم الغرب لحقوق الإنسان.. وقال إن الإسلام أول من صان الحريات وحفظ الكرامة من خلال الأخلاق والقيم النبيلة التي جاءت بها الرسالة الإسلامية، ومن خلال العقيدة الآمرة برعاية هذه الحقوق.
وقال إن الغرب فشل في اختبار حقوق الإنسان.. وأكد في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أن الغربيين لا يعرفون إلا حقوق أنفسهم، ولا يرعون إلا حقوق من ينتمي إلى دينهم، أما غيرهم فلا حقوق لهم، بل تهتز كل الحقوق بصورة واضحة.
وقال د. القرة داغي إنه آن الأوان لتصحيح التاريخ وكشف الأنظمة الفاشية التي تقف بالمرصاد للمسلمين.
وقال إن من أهم المبادئ التشريعية والقانونية في العالم كله { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }، غير أن عادة المحتلين والمستعمرين والطامعين في أموالنا وثرواتنا وخيراتنا، يعاملوننا بازدواجية لا تعقل.
وأضاف "إذا ارتكب فرد مسلم جرما اتهم كل المسلمين بذلك، ووسموا الإسلام بالفاشية والإرهاب، بينما إذا ارتكب نفس الجريمة أي واحد منهم فلا يدان، ولا يؤاخذ، بل يقولون عنه: إنه يعاني من اضطراب نفسي، أو خلل عقلي".
ولفت إلى أن ما فعله المستعمرون بالإسلام وأهله، وما ارتكبوه من مجازر، لا تطاق، بل تخزى بها الإنسانية، ويندى لها الجبين.
تدبر التاريخ الإنساني
وكان فضيلته بدأ خطبته بقوله: إذا قرأنا التاريخ الإنساني، وتدبرنا في أحداثه ووقائعه على مر التاريخ، لوجدنا أن الإنسان إما أن يكون ظالماً أو مظلوماً، إما أن يكون طاغية فيفرض نفسه ورأيه وفكره ودينه على قومه، أو أن يكون تحت سطوة الطاغوت فيُذل أو يعيش في ركب الطاغوت فينافق له ويداهن، ولا يقيم لحقوق الإنسان وكرامته أي وزن أو اعتبار.. وقال إن الطغيان في معظم مراحل الحياة قبل الإسلام، كان يضرب أطنابه في كل مكان، وكان الظلم يسدل سرادقه على كل مجتمع، وكانت الاعتداءات قائمة على قدم وساق، كل العالم يعيش في ما يشبه الغابة؛ إذ السيادة للقوة والغلبة، ولم تكن السيادة لمنطق العدل وقوته.
الجميع متساوون
وأوضح أنه لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أعاد للإنسان كرامته من حيث هو الإنسان، وأعطاه جميع حقوقه، وساوَى بين الجميع دون أن يميز عرقاً عن عرق، ودون أن يفضل قوماً على قوم، ودون أن يمنح مزايا للون على لون، بل أسعد الإنسانية كلها حين وهب الجميع بما معه من التشريع ضرورة الحياة، وجعل الكل في حق الحياة، ومن حيث الحقوق والواجبات سواء، { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } بهذا القسم العظيم أكرم الله تعالى الإنسان من حيث هو الإنسان دون النظر إلى دينه وعقيدته وفكره وعرقه وطائفته ومذهبه.
الإنسان مكرم دائما
وقال الخطيب إن الله كرم الإنسان حيث خلقه الله تعالى وسواه بيده، ثم نفخ فيه من روحه، ثم أسجد له الملائكة أجمعين، ولم يرفض هذا الأمر إلا إبليس، فإنه كان من الجن وفسق عن أمر ربه.. ومن مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان أن الله تعالى يرسل على الإنسان، حين يتكون جنيناً في رحم الأم، بعد مرور 120 يوماً، الملائكة لتهبه نفخة من روح الله تعالى.. هذه بداية التكريم، فإن الإنسان على أي أمر كان فهو ابن الإنسان الأول الذي خلقه الله وكرمه، وأي اعتداء على أي إنسان ما هو إلا اعتداء على حق الله تعالى، وعلى هذه الروح التي هي نفخة من روح الله سبحانه وتعالى.