تحقيق – محمد الأزهري
طالما أنك تحمل هاتفا محمولا أو لديك بريد الكتروني فمن المؤكد أنك استقبلت رسالة مضمونها قريب من رسالة «في عنقك إلى يوم القيامة كلمة لا إله إلا الله انشرها إلى عشرة من أصحابك وستسمع خبر خير الليلة وان لم تنشرها فستحزن حزنا شديدا» لا تَمْسَحْها.. أمانة في عُنقك الى يوم القيامة.. وغيرها من الرسائل الكثيرة التي تلزمك بأشياء وتهددك أنه في حالة عدم النشر ستحزن حزنا شديدا أو قد يحدث لك مكروه.. الأمر الذي احدث بلبلة لدى البعض منهم من استجاب وارسل الرسائل خوفا من العقاب ومنهم من رفض ولكنه دخل في دائرة هل هذا حلال أم حرام.
«جمعة مباركة» نوع آخر من الرسائل انتشرت ايضا هذه الايام واختلفوا حول حكمها وهل تخصيص يوم الجمعة بالتهنئة من بين سائر الأيام جائز شرعا.. «رمضانيات الوطن » طرحت موضوع هذه الرسائل للنقاش ونقلت كافة الاسئلة التي تشغل بال الكثيرين بخصوص هذا الامر على علماء الدين الذين قالوا فصل الخطاب في هذا الموضوع.. مزيد من التفاصيل خلال التحقيق التالي:
في البداية سألنا فضيلة الدكتور الشيخ علي القره داغي حول حكم هذه الرسائل وهل هذه العبارات ملزمة لكل من قرأها؟
يقول فضلية الدكتور الشيخ علي القره داغي بخصوص الرسائل التي يرسلها البعض وتحمل بعض العبارات مثل «لا اله الا الله» وغيرها من العبارات التي لا نختلف على فضلها الا أن ليس هناك الزام على اي شخص الا بالتزام الشخص نفسه أو بالزام من الله عز وجل، مشيرا إلى أن هناك نوعا آخر من الالزام وهو الزام الدولة على مواطنيها بخصوص تحصيل بعض الاموال أو غيره من الالزامات التي تفرضها الدولة.
ويشدد الشيخ القره داغي على أنه لا وزر او اثم على الشخص اذا لم يرسل هذه الرسائل إلى اشخاص آخرين ولن يصيبه أي أذى أو مكروه بسبب عدم الارسال.
ويؤكد فضيلته أن هذه الرسائل ليست من اساليب الدعوة في شيء ناهيا بعض الاشخاص عن تكليف اخوانهم المسلمين بدون وجه حق وبدون حاجة إلى هذا التكليف، مشيرا إلى أن الدعوة لها اساليبها وضوابطها وهذا الاسلوب الذي يتبعه البعض يتنافي مع هذه الضوابط والاساليب.
ودعا الدكتور علي القره داغي من يقوم بارسال هذه الرسائل إلى التوقف عنها والامتناع عن تكليف الناس من تلقاء أنفسهم، لافتا إلى أن اسلوبهم ليس من الدعوة إلى الله عز وجل في شيء.
كما حثهم على الدعوة إلى الله بالطريقة المناسبة التي تلزم الناس شيئا وتتماشى مع آداب الدعوة إلى الله عزوجل، مشيرا إلى أن الزامهم لغيرهم عن طريق هذه الرسائل يضع غيرهم في موقف محرج وفي حالة من التشتت.
ويقول فضيلة الدكتور علي قرده داغي من الممكن ارسال هذه الرسائل إلى الناس ولكن دون الزام وان نترك لهم الحرية في فعل ما يريدون، ويضيف فضيلته لا شك في فضل هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) وعظم أثرها وقد ورد فيها ثواب جزيل ووعيد كبير ويستحب للمسلم الاكثار منها في الليل والنهار.
ويؤكد على أنه لا يحل لأحد مهما كان قصده أن يلزم الناس بنشر شيء أو يحملهم أمانة على نشره أو يذكر لهم وعيدا على تركه ونحو ذلك مما لا يجب أصلا على الناس ولا يلزمهم شرعا. وانما له أن يرغبهم في المشاركة بالدعوة الى الله بتذكيرهم بالفضائل الثابتة في السنة وكلام العلماء الموثوق بهم ويترك لهم الحرية في فعل ما يشاؤون.
تخصيص «الجمعة» بالتهنئة
وبخصوص الرسائل التي ترسل في يوم الجمعة بالخصوص يقول الشيخ القره داغي: ليس هناك مانع في إرسال رسائل تهنئة بيوم الجمعة، معتبرا أن هذه الرسائل نوع من انواع التواصل ويدخل في باب التحاب في الله، واستشهد فضيلته على ذلك بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم».
ويشير فضيلته إلى أن مثل هذه الرسائل يدخل ضمن وسائل المحبة ومن الاشياء التي تساعد على تقوية اواصر المحبة بين الناس.
ويؤكد فضيلته على أن رسالة «جمعة ومباركة» وغيرها من الرسائل التي تحمل كلاما طيبا ولا تلزم الناس بشيء ليست بدعة لان البدع تكون في العبادات وليست في مجال التواصل على حسب ما افتي به الشيخ، مشددا على أنها نوع من التواصل.
وبخصوص جملة «جمعة مباركة» اكد الشيخ القره داغي أن الانسان بإمكانه أن يدعو بالمأثور وبغير المأثور مالم يخالف الشرع.
وشدد فضيلته على أن تخصيص يوم الجمعة بالتهنئة عن طريق هذه الرسائل لايدخل ضمن البدع لانها تدخل في اطار المحبة والشرع لم يحدد كيفية المحبة.
ومن جهته، اعتبر فضيلة الشيخ محمد حسن المريخي الرسائل التي يرسلها البعض وتحمل بعض العبارات مثل «لا اله الا الله» وغيرها من العبارات وتلزم الناس بارسالها إلى غيرهم بدعة منكرة وليست من الدعوة إلى الله في شيء، مؤكدا أنه على الشخص ان يعمل بـ «لا اله الا الله» ويذكر بها الناس ولكن ليس بهذه الطريقة التي لا تمت إلى الدعوة إلى الله بصلة.
ويضيف الشيخ هذه العبارة يكتبها بعض الناس الذين يريدون نشر ما يدعون اليه وهي خطأ بلا شك لأن فيها الزاماً للناس بما لم يلزمهم الله تعالى به من حيث أصل التبليغ لقوله أو رسالته ومن حيث العدد فلا يجب عليك ارسالها.. ودعا من يرسل الرسالة ألا يكلف الناس ويشق عليهم بما لم يكلفهم الله به.
واكد فضيلته أنه لا اثم او وزر على الشخص اذا لم يقم بارسال الراسلة وتعميمها على غيره من الناس، مشددا على أنه لن يصيبه اي اذي بسبب امتناعه عن الالتزام بما الزمه به مرسل الرسالة. مؤكدا أن هذا الامر لا يقبل به مجنون فضلا عن عاقل.
ودعا الشيخ المريخي من يرسل هذه الرسائل ان يذكر الناس بالامور الجيدة ولكن لا يلزمهم بنشرها لانه تكليف الناس ليس في دائرة اختصاصه، ونصح من يرسلون هذه الرسائل بالتأكد من أن هذه المرسولات موافقة للشرع أم لا.
وقال فضيلته حتي الشخص الذي يرسل هذه الرسالة من ضمن له انه سيحصل على الثواب لا نختلف على اهمية وعظمة قول: لا اله الا الله انما الكلام في هذه الكيفية والثواب الخاص المرتب عليها فلا نثبت صفة أو كيفية خاصة أو ثوابا الا بنص ثابت في السنة.
يجب على المسلم ألا يتعبد الله بذكر ولا دعاء الا اذا تيقن مشروعيته وعلم صحته وموافقته لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يحل له أن ينشر شيئا أو يوصي الناس بعبادة الا اذا بين مصدرها وكان متأكدا من ذلك ولا تبرأ ذمته بنشر ما لم يتحقق منه ويتثبت من صدقه.
«جمعة مباركة»
وبشأن تخصيص يوم الجمعة بالتهنئة أكد فضيلة الشيخ محمد حسن المريخي ان هذا الامر بدعة ولم يعرف في شرع الاسلام أن يوجد تهنئة بيوم الجمعة وتخصيص بعض العبارات لهذه التهنئة.