أكد فضيلة الشيخ. د على محيى الدين القره داغى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن المؤامرة على الإسلام بدأت بالمؤامرة على العلماء من خلال تغييبهم وأبعادهم عن ساحات العمل، وعن شعوبهم، و تشويه صورتهم حتى لا يكون لهم دورهم في المجتمع لان أعداء الإسلام يعلمون أن العالم الرباني إذا كان متفاعلا مع شعبه وأمنه فأمنه يتفاعلون معه كما يشهد بذلك تاريخ فقهائنا، وعلمائنا بدءاً من الإمام أبى حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، والغزالي والنووي والعز بن عبد السلام وابن تيميه وغيرهم.. جاء ذلك في اجتماع علماء الاتحاد في تركيا، المنعقد حاليا في إسطنبول حيث القى فضيلته كلمة بعنوان العلماء الربانيين حيا فيه جميع الحضور، وحث فيها علماء الاتحاد على أن يكونوا يداً واحدة حتى يستطيعوا تحمل المسؤولية الملقاة على عتاقهم تجاه هذه الحملة الشرسة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية، مذكرا فضيلته بان أمتنتا الإسلامية اليوم تمر بمجموعه من المحن والمصائب والتمزق الداخلي والتفرق الطائفي، والعدوان الخارجي، وتكالب الأمم علينا كما تداعت الأكلة على قصعتها، ليست من قلتنا أبدا بل نحن اليوم وصلنا إلى حوالى مليار وسبعمائة مليون نسمة، ولا من قلة مواردنا ومعادننا فأمتنا أغنى الأمم من حيث الثروات المعدنية والموقع الجغرافي.
وأضاف :أمام هذه الأوضاع الخطيرة جدا تقع مسؤولية كبرى على عاتق العلماء الربانيين الذين جعلهم الله تعالى ورثة الأنبياء في حمل الرسالة والدعوة والتبليغ والتضحية والفداء، وفى توحيد الأمة ووضعها على الطريق الصحيح وهو الصراط المستقيم صراط الاعتدال والعزة والقوة الشاملة لكل مجالات الحياة بل أن الله تعالى جعل مرجعية هذه الأمة في حالتي الأمن والخوف إلى العلماء الربانيين المستنبطين فقال تعالى( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)