أيها الإخوة المؤمنون

إن من أعظم المصائب والمشاكل التي تصيب الإنسان في دينه ودنياه وآخرته، حينما ينحرف الإنسان عن الحقيقة، ويلتجىء إلى الكذب والخطيئة، فللّسان آفات كثيرة، ومهالك تؤدي بصاحبه إلى مصائب في الدنيا وإلى النار والجحيم في الآخرة، كما قال الرسول  لمعاذ بن جبل :(كف عليك هذا: وأشار إلى لسانه) قال معاذ : يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمُك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم (وفي رواية على مناخرهم) إلا حصائد ألسنتهم. فحصائد الألسنة هي التي تؤدي بالإنسان إلى النار، وقد تؤدي بالإنسان إلى الجنة، حينما يتجه اللسان إلى الصدق وذكر الله سبحانه وتعالى.

الآيات القرآنية الكثيرة تدل بوضوح على أن أعظم المخاطر، وأعظم الجنايات، هي التي تعود إلى اللسان، وبخاصة الكذب، فمن هنا جعل الرسول  الكذب من أعظم آفات اللسان، وجعل الكذب دليلاً ومفتاحاً لكل الشرور، ورأساً لكل الرذائل، كما في حديث صحيح متفق عليه (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار)، سلسلة متواصلة، طريق متتابع، فمن بدأ بالكذب وصل إلى الفجور، ثم من الفجور إلى النار، (وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)، وإذا كتب كذاباً حينئذ تكون له معاملة خاصة، وحينئذ ينظر الله إليه بنظرة لا ينظر بها إلى هؤلاء المؤمنين الصادقين، لأن الإنسان الكذاب حينما يصل إلى هذه المرحلة يكاد أن يخرج عن حقيقة الدين، وعن شمائل الدين، وعن قيمنا الإسلامية العظيمة.

حذّر الرسول  من الكذب، وجعله علامة من علامات النفاق، في قوله: { أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً، ومن كانت خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر } خرجه البخاري ومسلم . وفي حديث آخر يقول الرسول :  { آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ } وإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

فالكذب آفة كبيرة، والإنسان الصادق يمنعه صدقه حتى لو لم يكن مؤمناً، حتى لو لم يكن صالحاً، عن أن يفعل المنكرات، خوفاً من أن يسأل، فلا يَكذب، ولذا ورد في بعض الآثار أن المؤمن لا يكذب، وحينما سُئلَ النَّبِيُّ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ” هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ ، قَيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ ، قَيلَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : لا ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ  بقوله تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بآيات الله } سورة النحل آية 105 ” .

فالمؤمن الحقيقي لا يكذب، لأن الكذب مصدر الشرور، وحينما يستصيغ الإنسان الكذب تنتهي شخصيته، ولا تصدقه، ولا تأتمنه، حتى لو قال الحقيقة فلا يصدق، وأهم شيء في الإنسان عند الله  كرامته وعزته وشخصيته، فالله خلقه في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وخلقه بيديه، فكيف يتنازل الشخص ويصل إلى هذه المرحلة من الكذب والفجور وغير ذلك.

ينتهز الشيطان ضعف الإنسان وعدم خوفه من الله  ، فيدخل ويسوس من خلال عدة أشياء:

أولاً: أن الكاذب يكون حديثه عذباً، والناس يضحكون، كما يحدث في بعض المجالس، ولا يعلم أنه أغضبَ رب العالمين بفعله، وأنه أضحك الناس فغدا في أعينهم حقيراً.

إن ناقل الكذب لا يقال عنه ليس كاذباً، وإنما ناقل الكاذب كاذب، بحديث صحيح يرويه الإمام مسلم، فحينما تنقل روايةً لست متاكداً من صحتها فأنت كاذب، “كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع”، بل يجب عليك التثبت منها، في أي رواية تجد فيها شكاً قبل أن تنقلها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)، وأي رواية تتعلق بشائعة لا يجوز أن ترويها فالشائعات محرمة إطلاقاً حتى لو كان صدقاً.

الشيطان يدخل من خلال هذه المجالس، فبدل أن يكون مجلس ذكر وتناصح وتشاور وخير وبركة، يتحول المجلس إلى مجلس شر تنزل فيه لعنات رب العالمين، فإن لم تستطع النصح في المجلس فعليك الخروج فوراً، لأنه لا يجوز للمسلم أن يدخل تلك المجالس، خاصة بعد أن يعرف الإنسان أن فيها دجلاً وإشاعات، وإذا دخل فعليه الخروج منها بسرعة.

كذلك مما يزين الشيطان للإنسان قضية الحقد والحسد، فالشيطان يجد من خلالهما مخرجاً، ويشجع هذا الإنسان من أن يكذب حتى يحطم غيره، وينقص منه، فبذلك تجتمع في هذا الشخص خصلتان من خصال النفاق الكذب ثم المخاصمة بالفجور.

إن كنت مخاصماً شخصاً أو حزباً أو دولة فلا تكن إلا عادلاً ولا تقول إلا الحق  ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).

وكثيراً ما يحدث أن معظم الاتهامات يأتي للشخص الطيب، يأتي من هؤلاء اللذين قد يكون بينهم وبينه مشكلة، وفي بعض الأحيان ليس هناك مشكلة، وإنما مجرد حقد وحسد لرجل أكرمه الله  بالمال أو العلم أو الجاه،  فتظن نفسك أولى منه، وتبدأ بالكذب والفجور، وتجمع في نفسك خصالاً من خصال النفاق، التي لا يجوز للمسلم أن يتحلى بمثلها من الرذائل البعيدة عن الفطرة السليمة، وعن حقيقة الإيمان بالله .

على الإنسان أن يكون بعيداً عن الكذب، وخاصة عن الحقد والحسد والمخاصمة، ولو كنت مظلوماً، فالأولى على المظلوم أن يبين ظلمه ولا يكذب، وهنا الخطورة، وهنا يضعف الإنسان، وتبدأ مسألة التشفي، والتشفي محرم في الإسلام.

ومن أخطر أنواع الكذب أن يكذب الإنسان على الله، وتقول هذا حلال وهذا حرام بغير علم، (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) فقضايا التحليل والتحريم من أمر الله، ومن تشريع الله ، بينه القرآن الكريم، والسنة النبوية المشرفة، ثم أتاح الله ورسوله للمجتهدين أن يتكلموا وأن يتحدثوا في هذه المجالات، فالخوض في هذا المجال من غير علم من أعظم أنواع الكذب؛ لأن التشريع لله ، وكما قال ابن القيم (إعلام الموقعين عن رب العالمين) وهو يتكلم عن المفتي، والذي يتحدث في حكم من أحكام الله، يوقع عن رب العالمين، فالذين لهم التخويل هم أهل الذكر (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأهل الاستنباط والاجتهاد بنص القرآن الكريم، (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)، فالذي يستطيع أن يستنبط هم أولو الأمر الذين يقدرون على الاستنباط، لذلك فسر الإمام مالك أولي الأمر: بأن المهم أن يكونوا علماء، أو أمراء علماء، أو علماء أمراء، أو علماء مجتهدين؛ لأن هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يحكموا فيما لا نصَّ عليه في كتاب الله أوفي سنة رسوله.

كذلك الكذب على الرسول ، فالرسول  يقول:( من كذب علي متعمداً فليتبوأْ مقعدَه من النار)  حديث صحيح متفق عليه، وادعى بعضهم أنه متواتر، وإن لم يكن متواتراً لفظاً فهو متواتر معنى، فلا يجوز للإنسان أن يسند حديثاً إلى الرسول  وهو لم يقله.

وبعدها أنواع الكذب مع الناس، وأخطرها حينما يكون الكذب يتعلق بحقوق العباد، ويكذب الإنسان فيها، ويكون بذلك آثماً، وقد يتساهل الناس في ذلك، ولكن يقول عبدالله بن عام  🙁 أتانا رسول الله  في بيتنا وأنا صبي فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطك فقال لها رسول الله  وما أردت أن تعطيه قالت أعطيه تمراً، قال: فقال رسول الله : أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة)، فمجرد وعد للصبي لست صادقاً فيه يعتبر كذبة، وحتى للحيوان، يقال بأن أحد تابعي التابعين، ذهب إلى الشام ليأخذ حديثاً لم يروه إلا رجل من الشام، فذهب من المدينة إلى الشام في مسيرة شهر، فصَاحبَ الرجل حتى يعلم مدى صدقه، ووجده يوماً يمد يديه وينادي على الحيوان ويده فارغة ليس فيها شيء، فقال له: إن كنت تكذب على الحيوان فكيف لا تكذب علينا فتركه ورجع.

الإنسان يحتاط في قضية الكذب في كل المجالات، مع الأطفال، والحيوانات، وكل الناس، ويأخذ بلسانه كما فعل الرسول ، أخذ بلسانه الشريف، وقال: “كف عليك هذا” ، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، الملائكة يكتبون عنك كل شيء، واعلم وفكر في مستقبلك، وأول مراحلها القبر، وتسأل عما فعلت وقلت، وقد تجد سجلاً طويلاً، فلماذا ترهق نفسك بدون فائدة؟.

الكذب خطير وخاصة إذا ترتب عليه تشويه الحقائق ، اليوم في عصرنا الحاضر، وعند بعض الناس، يعرف من له القدرة على الكذب بالداهية، وأنه سياسي عظيم، فأصبح الكذب والنفاق من مواصفات السياسي الناجح، رغم أنه ليس ناجحاً لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأصبحت اليوم وسائل الإعلام المضللة، قادرة على قلب الحقائق، وعلى أن تحول الصدق كذباً، وأن تجعل الحقيقة باطلة، وأن تجعل المصلحة مضرة، وبالعكس، كما رأينا في بعض الدول، ويستغرب الإنسان أن يرى الناس يقتلون ويذبحون كما في الرابعة والنهضة وأماكن أخرى، ويريدون منا أن نصدق بأنهم يقتلون بعضهم بعضاً، لا أدري كيف يستبيح الإنسان قتل الإنسان حتى لو كان كافراً بدون وجه حق؟ كيف يقبل للإنسان أن يقبل بهذه الصورة وأنت تعلم أنه باطل واضح جداً، وليست فتنة، فالدكتاتورية على أشدها، والعسكرية دخلت بقوة، ومع ذلك ضللت بعض الناس بهذه الطريقة وبواسطة وسائل الإعلام.

لذلك الذين يعملون في وسائل الإعلام عليهم مسؤولية كبيرة جداً عند الله ، وقد سمى الله الإعلام الصادق ونشر الحقائق بالجهاد الكبير، فلم يذكر في القرآن وصف الجهاد بالكبير إلا للإعلام الصادق، الذي يبين الحقائق للناس جميعاً، ولا يخاف في الله لومة لائم (وجاهدهم به)، أي بنشر القرآن، ونشر الحقائق ( جهاداً كبيراً )،  ومن هنا الشر الأكبر حينما تكون وسائل الإعلام وسيلة لنشر الكذب، ونشر الباطل، وتحويل الحقائق إلى أباطيل، وتصوير الأباطيل في صورة الحقائق، وتصوير الدكتاتورية والاستبداد في ثوب الحرية، وتصوير الشقاء في منظر السعادة.

وقد شدد الله كثيراً على من يشيع الفاحشة كما في سورة النور، أو من ينشر كذباً، فالله يلعنه ولن يزكيه وأن لهم عذاباً عظيماً، وأوصاف أخرى، لمن يحاول نشر غير الحقائق على الناس؛ لأنها مؤثرة على الناس، ولأنها خطيرة، ولأنها تضلل الأمة . والله لم يكتف بهذا العذاب الأليم، ولعنة الله والناس أجمعين، بل وضع لهم في الدنيا عقوبة، وهو عقوبة القذف، ثمانين جلدة، ولا تقبل منهم شهادة أبداً، وحتى عند بعض العلماء، مثل الحنفية، لا تقبل شهادتهم في المحاكم حتى وإن تابوا.

ربما لم نكن نتصور خطورة هذا الشيء إذا لم نعايش هذا العصر، وما كنا نتصور هذا التشدد والغلظة في العقوبة إلا بعدما رأينا كيف تحولت الحقائق إلى أباطيل وبالعكس .

نحن مسؤولون أمام الله تعالى، ولا يمكن أن نترك دون محاسبة (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)، فليتق الله كل منا، سيحاسبنا الله تعالى، ونأتيه فرداً، ويفضح من اتصف بتلك الصفات على رؤوس الخلائق، والملائكة تلعنه ، و مصيره إلى النار.

الخطبة الثانية

 أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكون صادقين، وأن نكون مع الصادقين، وإياكم أن تكونوا مع الكاذبين، وإياكم أن تجلسوا مع رجل يعرف عنه الكذب إما للنصيحة أو تتركه، وإياكم أن تجلسوا في مجلس فيه شائعات وكذب، إما أن تنصحوا وإما أن تتركوا.

ونحن في هذا الشهر المحرم الحرام، حرم الله  فيه الحروب، حتى الحروب المشروعة، وحتى الجهاد منعه الله إلا للدفاع عن النفس، واليوم هل للأشهر الحرم حرمات! وهل أحد يفكر فيه! والذي يحدث في سوريا من هجمة عنيفة من جيش النظام ومن يواليه من مليشيات حزب الله والدول الأخرى، يريدون إبادة هذا الشعب الطيب بكل الوسائل، والغرب يريد ذلك، ولا يريدون أن تكون هناك قوة، ربما يُخاف منها في المستقبل، قوة قريبة من إسرائيل، فهذه اللأخلاقية الغربية، ولكنني لا أتحدث عن هذه اللأخلاقية وإنما أتحدث عن اللأخلاقية السائدة في عالمنا الإسلامي.

هؤلاء الذين يقفون مع نظام بشار جادون في المشروع، ويدافعون عنه بكل ما لديهم، ولكن أين الذين يقفون مع الشعب السوري، أم يكتفون فقط بالمؤتمرات، وفي الأرض معارك طاحنة، والكفتان ليستا متعادلتين، فالدولة بكل أسلحتها ومعها الدول الأخرى ومعها الغرب بالتأييد، يجب على المسلم أن يحس بالخجل أمام ما يحدث في سوريا.

لا يجوز لنا ولا للدول الكبرى والدول المساندة أن نترك هذا الشعب يذبح ويقتل، ويهان مشردوه من بعض دول الجوار، فكثير من هؤلاء اللاجئين يريدون أن يرجعوا ويقتلوا بأسلحة النظام بدل أن يهانوا ويؤذوا بالكلمة أو غير ذلك، فأين الأخوة الإسلامية! وأين الأخوة العربية! وأين الأخوة الإنسانية! أين واجبنا! وأين مواقف العظمة التي سطرها التاريخ للأنصار مع المهاجرين في المدينة المنورة.

نحن مقصرون في كل المجالات وخاصة في الدعم المالي، ولِم لا يكون هناك في بعض دول الجوار مخيمات أو معسكرات وتهيأ فيها كل الاحتياجات للإخوة السوريين، حتى نقلل الضغط على الأردن أو لبنان، ويهيأ لهم مكان كريم حتى يعيشوا بكرامة وإنسانية.

وما يحدث في غزة يعتبر كارثة بمعنى الكلمة، فقد ترك غزة بلا ماء ولا كهرباء، وحصار، وحرب، ونحن ساكتون! أين الضغط العربي لفتح المعابر! نحن مقصورون جداً والأمة لا تستعيد كرامتها بهذا الحال، لذا لا ملاذ ولا ملجأ لنا إلا الله.